يعتمد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في اتخاذ القرارات اليومية، بما في ذلك النصائح الصحية والغذائية. ورغم قدرة هذه التقنيات على تقديم توجيهات سريعة ومخصصة، إلا أن الاعتماد الكامل عليها من دون استشارة الخبراء قد ينتج عنه عواقب وخيمة. حدث ذلك في حالة حديثة وثقتها دراسة نشرت في مجلة Annals of Internal Medicine، حيث دخل رجل مستشفى نتيجة اتباع نصائح غير موثقة من التكنولوجيا الذكية.
في هذه الحالة، استخدم رجل في الستينيات أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي لإزالة الأملاح من نظامه الغذائي، واقترح التطبيق استبدال الأملاح بمركب سام يُسمى بروميد الصوديوم. واستخدم الرجل هذا المركب لفترة طويلة، مما أدى إلى ظهور أعراض خطيرة وتشخيصه بتسمم البروميد.
وبعد مدة من العلاج المكثف، تحسنت حالة الرجل تدريجيا، مما يبرز أهمية عدم الاعتماد العمياني على التكنولوجيا الذكية في تلقي النصائح الصحية. فالتقنيات الذكية يجب أن تكون مكملة للخبرات الطبية، وليس بديلا عنها، نظرا لعدم قدرتها على فهم الحالات الصحية الفردية بشكل شامل.
هذه الحادثة تُظهر أهمية الاعتماد على الاستشارة الطبية المتخصصة وعدم الاعتماد بشكل كامل على التكنولوجيا، حتى في مجال الصحة والتغذية. فالسلامة الصحية تتطلب التوازن بين الابتكار التقني والخبرة الطبية المتخصصة.