حرائق الغابات تجتاح أوروبا وتخلّف خسائر بشرية ومادية

**حرائق الغابات تجتاح دول البحر الأبيض المتوسط**
تشهد دول البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك إسبانيا والبرتغال واليونان وتركيا ودول البلقان، مأساة حرائق غابات مدمرة تندلع في ظل موجة حر شديدة تجتاح المنطقة، حيث ارتفعت درجات الحرارة لتتجاوز الـ40 درجة مئوية في جميع أنحاء أوروبا.
يعزو الخبراء تفاقم هذه الحرائق إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، التي تجعل فصول الصيف أكثر حرارة وجفافًا، مما يؤدي إلى نشوب حرائق تتسارع أحداثها أحيانًا وتتحول إلى دوامات نارية خطيرة.
تعبيرًا عن قلقه، صرح رئيس بلدية بورتجالية محلية، ألكسندر فافايوس: "نحن نشهد حرائق تلتهم أحياء بأكملها، وهذا الوضع لا يُحتمل"، في إشارة إلى خطورة الأوضاع التي تشهدها المنطقة خلال هذه الفترة الصعبة.
في وقع مأساوي آخر، توفي رجل في ضواحي مدريد جراء حريق التهم مزرعته ومنزله، وراح ضحية آخرى في ألبانيا، بالإضافة إلى حادث انقلاب شاحنة إطفاء في مونتينيغرو أسفر عن مقتل جندي وإصابة آخر.
تجتاح اللهب قرى جنوب إسبانيا، حيث أُجلي أكثر من 2000 شخص نتيجة لحريق ضخم اندلع في غابات الأوكالبتوس والصنوبر، مما دفع السلطات لاستخدام المروحيات للحيلولة دون امتداد الحريق باتجاه المناطق السكنية.
في مواجهة هذا التحدي الكبير، أصدرت الحكومات في دول مثل ألبانيا وإسبانيا وإيطاليا تحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة، حيث وصلت إلى 44 درجة مئوية في إسبانيا، مع تقديرات بتزايد مخاطر نشوب حرائق جديدة نظرًا للرياح القوية وقلة الأمطار.
من ناحية أخرى، تتصاعد جهود الإطفاء في جميع أنحاء المنطقة المتضرَّرة، حيث أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية حالة استنفار وتحرك 1000 جندي لدعم جهود إخماد الحرائق، وسط إجلاء الآلاف وإغلاق العديد من خطوط السكك الحديدية.
يواصل رجال الإطفاء في البرتغال محاولاتهم المضنية للسيطرة على ثلاثة حرائق كبيرة مستمرة منذ أيام، فيما تسارعت جهود إخماد الحرائق في ألبانيا ومونتينيغرو بدعم من القوات المسلحة والمروحيات.
تتجدد الدعوات العاجلة للتصدي للتحديات التي تطرحها الظروف الجوية القاسية، في ظل استمرار تعرض القرى والمناطق السياحية للتهديد بسبب الحرائق المدمرة.