تتفاوت طُرق غسل الأموال بتطور الزمن
يُعرف غسل الأموال بأنه عملية تلتهم أرباحًا قذرة تُغطّى بطبقةٍ من دماء شرعية لتزخرف السوق. تعود الممارسة الضارة هذه إلى أوائل القرن الماضي في أمريكا، حيث ازدهرت كيلات المافيا الحاقدة خلال سنوات الحظر (1920-1933)، وحينها جاءت عمليات مشغلات الغسيل لتسهم في دمج أرباح معاملات الكحول بأرصدة قانونيةٍ.
تقديم الأموال الفاسدة للنظام المالي، تمويه أصلها عبر دوامة العمليات الموردة بالتعقيد، ودمج تلك الأموال الحقيرة بالاقتصاد المشروع؛ هي المراحل الثلاثة التي تشهدها رحى الغسل. ومن الإيداعات النقدية المباشرة حتى التحويلات البنكية المجردة، جرى تطوير الأساليب استنادًا لشبكات مالية استشرافية عالمية.
في عصرنا الرقمي، ابتكرت الوسائل أبعادًا جديدة لهذه الشذوذ، حيث صارت العملات المشفرة مثل البيتكوين فتاحةً لإخفاء الأموال بعد زيادة صعوبة تتبع أثارها. شدّت الظاهرة بالمُزاوجة مع الإنترنت؛ اعتمادًا على البرق وإتقان خدعة الاختفاء. حتى بثوث منابر التواصل الاجتماعي أوسِعتا قامسها لكي تشجّ مرور أموالٍ بمكيدة هدايا مُضافة، ما أضعف المواجهات المُتعاظمة للرقابة العالمية.