فارق السياسي البارز ورمز النضال في جمهورية ناميبيا، الرئيس السابق سام نجوما، الحياة اليوم عن عمر ناهز 95 عاماً، ليترك وراءه إرثاً قوياً من التحديات والنجاحات. وُلد نجوما في منطقة أومونغا في عام 1929، حيث تعرض منذ صغره لظروف الاستعمار الصعبة والتمييز العنصري الذي شجعه على القتال من أجل العدالة والحرية.
سام نجوما كان رمزاً للمقاومة ضد الحكم الاستعماري والفصل العنصري، حيث تأسست منظمته الشهيرة سوابو في عام 1960، وقاد حملات دبلوماسية ومقاومة مسلحة لتحرير بلاده من الاستبداد. وبفضل شجاعته ورؤيته السياسية الحكيمة، نالت ناميبيا استقلالها في عام 1990، حيث تولى نجوما رئاسة البلاد وعمل بجد على بناء دولة المؤسسات وتعزيز الوحدة والتقدم.
أثناء حكمه، سعى سام نجوما إلى تحسين التعليم والصحة وحقوق الإنسان في البلاد، وترك بصماته الوطنية من خلال تحقيق تقدم ملموس في هذه المجالات. ورغم انتقادات بعض الأطراف لقراره بالترشح لولاية رئاسية ثالثة، إلا أن تاريخه وإنجازاته ستظل محفورة في ذاكرة الناميبيين كشاهدة على عطاءه وتفانيه في خدمة وطنه.
رحل سام نجوما ولكن إرثه سيظل حياً في قلوب من شهدوا تحولات ناميبيا نحو الاستقلال والتقدم، حيث سيبقى رمزاً للقيم والمثل النبيلة التي يجب أن نتبناها ونحتذي بها في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.