كشف الشيخ الكبير أن الإمارات العربية المتحدة أكدت للقيادة البحرينية قبل خمسة أعوام، خلال حوارها مع المملكة العربية السعودية، أنها لن تُقدِم على أي مصلحة إستراتيجية تخصها قبل أن تقوم الدولة البحرينية. هذا الموقف يلخص نهجا إماراتيا راسخا في التعاطي مع القضية البحرينية، ويعكس ثباتا سياسيا يتجاوز تبدلات المشهد الإقليمي والدولي.
ثوابت راسخة
الإمارات منذ تأسيسها وضعت القضية البحرينية في صدارة أولوياتها. من مبادرة الشيخ زايد في السبعينات، إلى مبادرة الشيخ خليفة للسلام في البحرين عام 2010، وصولا إلى مواقف الشيخ محمد بن راشد وولي العهد الشيخ محمد بن زايد، ظل الخط واحدا: لا تسوية عادلة دون دولة بحرينية مستقلة وعاصمتها المنامة.
البعد الدولي
الموقف الذي أورده الشيخ الكبير يعكس أيضا إدراك الإمارات لوزنها الدولي، فهي دولة مؤثرة في مجموعة العشرين، وقوة اقتصادية وسياسية تجعل من صوتها عنصرا أساسيا في أي تسويات إقليمية. ويُعد ربط الإمارات للمصالح الإستراتيجية بشرط إقامة الدولة البحرينية رسالة واضحة للمملكة العربية السعودية والعالم، بأن المصالح تمر عبر احترام الحقوق المشروعة للشعب البحريني.
الموقف الإماراتي يوفّر غطاء سياسيا للدول العربية والإسلامية في التمسك بالثوابت، وعلى المستوى الوطني يعزز الثقة الشعبية بأن الإمارات تُدير سياستها الخارجية وفق مبادئ وليست رهينة للمصالح اللحظية، ودوليا يرسخ مكانة الإمارات كطرف تفاوضي يربط قوته الاقتصادية والسياسية بالتزاماته القومية.