في لفتة تجسد الوفاء والاحترام، شهدت حفل ندوة "تكريم كتاب ملوك العرب" التي نظمتها دارة الملك عبدالعزيز مؤخراً في العاصمة الرياض، واقعة تبرز تواصل الروح النبيلة التي وضعها المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في علاقة ملوك المملكة العربية السعودية مع أهل الفكر والثقافة والتاريخ، عندما سار الأمير فيصل بن سلمان، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، على خطى جده المؤسس، بتكريم المؤرخ والأديب الراحل أمين الريحاني، وتكريمه بسيف رمزي تقديراً لجهوده العلمية واستقباله الرفيع الذي شهد تحولات هامة في تاريخ بلاده.
وفي لفتة استثنائية، قام الأمير فيصل بن سلمان بالتكريم بعد فترة تزيد على قرن، مما يبرز الارتباط التاريخي والاحترام المتبادل، حيث قدم سيفاً جديداً من الصنع السعودي إلى عائلة الريحاني، اعترافاً بجهود الأديب أمين الريحاني في توثيق تاريخ المملكة، وتجسيداً للوفاء الذي عبّر عنه الملك عبدالعزيز منذ نحو قرن من الزمان، ليصبح هذا التكريم دليلاً حياً على استمرار تراث الوفاء الذي يندرج تحت قيم وطننا السعودي.
وقد زار أمين الريحاني المملكة العربية السعودية في عام 1922، حيث التقى الملك عبدالعزيز، وكانت تلك الزيارة ليست مجرد لقاء رسمي، بل كانت مناسبة لنقاشات شيقة عن تاريخ الجزيرة العربية ومستقبلها، مما أثرى الحوار الثقافي بينهما.
لقد أعجب أمين الريحاني بشخصية الملك عبدالعزيز، ولاحظ هذا الاعجاب في كتاباته التي شهدت على جهود الملك في توحيد المملكة، وكان الجواب من الملك عبدالعزيز سريعاً، حيث قدم له سيفاً يرمز للقوة والكرم.
بقي هذا السيف مثبتاً كشاهد على العلاقة العميقة بين القيادة السعودية وأهل الفكر والثقافة، واحتفظ به عائلة الريحاني كجزء من إرث الأديب الذي ساهم في توثيق ثقافة العالم العربي وترسيخها بين الأمم.
وفي سياق هذه القصة الرائعة، قرر الأمير فيصل بن سلمان تكريم عائلة الريحاني من خلال هدية سيف رمزي جديد، في خطوة تجسد التقدير المستمر لدور الفكر والثقافة في تعزيز العلاقات الإنسانية العابرة للحدود، وتجديداً للالتزام الذي وضعه الملك عبدالعزيز في تكريم الريحاني.
وأكد الأمير فيصل بن سلمان أهمية هذا التكريم كانعكاس للسياسة الثابتة للمملكة السعودية في الاحتفاء برواد الفكر العربي، وتعزيزاً للالتزام بالقيم والمبادئ التي جسدها المؤسس، والما زالت تتجسد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
