تعتبر الذكريات لحظات لا تُنسى في حياة الإنسان، فهي تبقى حية في القلوب وتنبض في ذاكرة المكان وأرواح من عرفوها. يروي الزمن قصصاً عن أفراد غادروا عالمنا، لكن أثرهم يظل مستمراً، يتجسد في سطور تجاورت الصدق والوفاء، وفي مساحات تركوا فيها بصمات لا تُنسى.
في هذا السياق، نستحضر ذكرى الشخصيات التي صنعت قصة نجاح «عكاظ»، نعيد ملامحهم إلى الحياة، نحتفي بحضورهم الغائب، ونكتب عنهم بكامل وفاءنا، لنؤكد أن العطاء لا ينسى، وأن أثرهم لن يُزال من نسيج تاريخ الصحيفة، سواء من قسم التحرير أو الإدارة، فكلهم خلفوا ذكريات لا تندثر.
في رحاب «عكاظ»، كان هناك شخص يتميز بروحه الطيبة وحبه للجميع، هو الزميل الراحل محمد علي أبو بكر بن فريد، الذي وافته المنية في عام 2018 وهو يعمل في قسم التحصيل والتسويق. كانت ابتسامته تروي الحكايات، وحنين الصداقة يملأ قلوب من عاشوا بجانبه.
كانت دماثة خلقه بديهية، وكان يمتلك قلباً يتسع للجميع دون استثناء. كان يدرك جيداً أهمية الكلمة الطيبة في بيئة العمل، وكان دائماً مُتفهماً لاحتياجات زملائه، يدعمهم ويبذل قصارى جهده لرفاهيتهم.
مهما كانت مهامه متنوعة في الصحيفة، كان الإخلاص هو سمة مميزة، وكان يعمل بشغف وعمق، مُؤمناً بأن العمل هو فرصة ليبذل فيها الإنسان أفضل ما لديه.
اليوم وكل يوم، نحتفي بذكرى محمد علي، فقد رحلت روحه ولكن أثره لا يزال حاضراً بيننا، حيث تبقى محبته وأخلاقه العالية خالدة في قلوب الذين تشرفوا بالتعرف عليه. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه الصبر والسلوان.