تأريخ إرث الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي
بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة عشرة لرحيل الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي، نلقي نظرة على حياته من خلال أعماله المميزة وإنجازاته اللا مثيل. يعود قراءوه إلى كتاباته الرائعة مثل «حياة في الإدارة» و«سعادة السفير» التي تجسد جوانب مختلفة من حياته الدبلوماسية. وداخل صفحات «شقة الحرية» نعيش معه لحظات رائعة، بينما يلقي «فدى ناظريك» الضوء على قيم الوفاء التي عاشها. وفي كتابه «عين العاصفة» نجد ملجأً من شرور العدوان على الوطن والإنسانية.
رغم مرور خمس عشرة عاماً على رحيله، يبقى الدكتور غازي حاضراً في قلوبنا وأذهاننا. إذ تجلى إبداعه في كلماته التي لا تزال تلهم الجميع، وعطاءاته التي شهدت بها القيادة الوطنية. كتاباته القيّمة، وأفكاره العميقة، وتأثيره الإيجابي على المجتمع جعلته يحظى بتقدير رسمي وثقافي وشعبي، وإسمه يرتبط دائماً بـ«رحمة الله عليه».
ولد الدكتور غازي القصيبي في الثاني من مارس سنة 1940 في منطقة الأحساء. ورغم تعرضه لفقدان والديه بشكل مبكر، نجح في بناء شخصيته وتحقيق نجاحات باهرة في حياته المهنية والعملية. واعتمد في تعامله مع الناس والقضايا على مبدأ قوي: «السلطة بحزم ورحمة تؤدي إلى النجاح»، ما جعله يتمتع بتأثير كبير على المجتمع والدولة.
حصل الدكتور غازي على شهادة الليسانس في الحقوق من جامعة القاهرة، وأكمل دراسته العليا في العلاقات الدولية في جامعة جنوب كاليفورنيا. عمل في مجالات متنوعة ككاتب وصحفي ومسؤول حكومي، وتميز بأدائه المتميز وقيادته الحكيمة. من أبرز مناصبه كانت وزارة الصناعة والصحة والسفارات التي شغلها بكفاءة عالية وشغف لا مثيل له.
بجانب إسهاماته في السياسة والتنمية، كتب الدكتور غازي عدة كتب أدبية تحمل بصمته الفذة مثل «شقة الحرية» و«العصفورية» و«هما». وظلت مقالاته الصحفية الساخرة تُنشر بانتظام، مهما تغيرت الأحوال السياسية والاجتماعية. بموته، فقدت الساحة الخليجية والعربية أحد أعمدتها الفكرية والإبداعية، ولكن إرثه الثري يعيش خالداً في قلوب من تأثروا بفكره وتألقه.
