بين أروقة نادي الشباب، وبين صفحات التاريخ الرياضي لمنطقة الجوف، يبرز اسم يوسف الطواني حاضراً بقوة كمهندس تاريخي لصعود (فخر الجوف) إلى دوري روشن السعودي للمحترفين، بعدما ورث نادياً مثقلاً بتركات الديون، ليحوله إلى أحد أندية النخبة المحترفة في المملكة.
في هذا الحوار الخاص مع «إخباري»، يكشف الطواني تفاصيل مثيرة حول رحلته من ملاعب الأحياء إلى سدة قيادة الشباب، ويتحدث بصراحة عن الدعم الشحيح الذي حصل عليه النادي مقارنة بمنافسين أقل شأناً، وصولاً إلى الجدل الذي أثير حول صفقة محمد السهلاوي التاريخية، وكواليس احتجاج التعاون الذي انتهى لصالح الشباب.
وعرّج الطواني على الهموم والتحديات المالية التي كادت تعصف بالنادي، وكشف لـ«إخباري» أنه اضطر لبيع 30% من أسهم إحدى شركاته لسداد مديونيات النادي الشمالي، فيما ألمح إلى ضعف دعم رجال الأعمال بالمنطقة، باستثناء أمير منطقة الجوف الذي كان الداعم الحقيقي لمسيرة النادي. كما فتح الطواني النار على بعض الإعلاميين وأشهر لهم «البطاقة الحمراء»، متهماً إياهم بتأجيج الجماهير.
وأماط الطواني اللثام عن إعجابه الشديد بهيكلة وتركيبة نادي النصر المستقرة، واصفاً إياه بالنادي الأنجح في العقد الأخير، وقال إن زمن المنافسة مع غريمه التقليدي بالمنطقة نادي الطائي انتهى بلغة الأرقام، وكشف الطواني خبايا قصة لا تزال تثير استغرابه عندما حصل نادي الطائي على دعم من «الغرفة التجارية» بالمنطقة يفوق الدعم الذي ناله نادي الشباب الذي ينشط في دوري المحترفين.
الطواني كشف لـ«إخباري» أيضاً أسرار وكواليس الاحتجاج الذي قدمه التعاون على مشاركة اللاعب فواز القرني، كاشفاً عن فرحة العروبة التي فاقت حتى فرحة الفوز بالمباراة، ووجه رسالة خاصة لجمهور التعاون عبر «إخباري».
وفي حديثه عن مستقبله، كشف أنه سيغادر كرسي الرئاسة بعد ثلاثة أشهر، ليعود مشجعاً في المدرجات، لكنه قطع وعداً لجماهير الشباب بأنه لن يتوقف عن دعم النادي الذي مثله لاعباً ومسؤولاً طوال حياته. فإلى تفاصيل الحوار الموسع الشيق بكل ملفاته:
• ماذا تتذكر من طفولة يوسف؟
•• أتذكر حي اللقائط وأطفال الحارة، ومدرسة الشهداء، والشتاء القارس في سكاكا. كما أذكر تسجيلنا في نادي الشباب في سن الـ15، وانتقالنا من أندية الحواري إلى الأندية الرسمية.
• ما مهنتك قبل تولي رئاسة نادي الشباب؟
•• كنت معلماً للموهوبين في مدرسة الشعب، إضافة إلى عملي كرجل أعمال وشريك في عدد من الشركات داخل وخارج المملكة.
• لو كنت وزيراً للرياضة، ما أول ثلاثة قرارات ستتخذها؟
•• 1. تحويل الألعاب الجماعية - باستثناء كرة القدم - إلى الجامعات.
2. بناء استادات رياضية في كل منطقة إدارية.
3. تقليص ودمج بعض الأندية الرياضية.
• من هو مؤسس نادي الشباب؟
•• الحقيقة حسب ما يقال إنهم مجموعة من أبناء المنطقة اتفقوا على تأسيس النادي، وهو امتداد لنادي النجمة الرياضي، ولكن لا أستطيع حصر الأسماء لصغر سنّي.
• «الأندية الجوفية تسير وفق الانتماء القبلي، والجمهور يقرأ النتائج فقط»، كيف ترد؟
•• لا أعتقد ذلك، والدليل أن أغلب الأندية تضم أفراداً من جميع شرائح المجتمع. الشباب أكبر أندية المنطقة، وأكثرها شهرة وشعبية، ويضم تنوعاً واسعاً من أبناء الجوف.
• الشباب متفوق على منافسه التقليدي الطائي بالأرقام، فلماذا يصل صوت الجمهور الطائي أسرع من المدرج الشبابي؟
•• لا أعتقد أن هناك تنافساً حالياً بين الناديين. الشباب أحد أندية القمة في السعودية ويلعب في دوري روشن، بينما الطائي أحد أندية الدرجة الثالثة وصعد أخيراً للثانية. أما من ناحية الجماهير، فلا يوجد منافس للشباب في المنطقة، وهذا واضح من مباريات دوري «يلو» الموسم الماضي. أعتقد أن الإعلام يذكر جماهير الطائي بسبب أدائهم «السامري» في بعض المباريات، ولا شيء أكثر من ذلك.
• من أفضل رئيس مرّ على نادي الشباب؟ ولماذا؟
•• أعتقد أن نادي الشباب يشبه النصر في استمرارية القيادة، إذ يكون كل رئيس امتداداً للإدارة السابقة. هذا واضح عبر جميع الإدارات المتعاقبة، فالنادي يسير وفق خط واضح لا يتغير، بغضّ النظر عن الرئيس الذي يقوده.
• الحرية في الإعلام الرياضي، مكفولة أم مقفولة؟ ولماذا؟
•• أعتقد أنها مكفولة، طالما لا يتم المساس أو الإساءة للأشخاص. لذا، الحرية متاحة، لكن الإساءة محظورة.
• ما رسالتك لجمهور الشباب عبر هذا الحوار؟
•• سنبقى -بإذن الله- في دوري روشن، وسيكون الشباب في الموسم القادم مخيفاً لأندية الدوري.
• لك تغريدات قديمة تتغنى بنادي الشباب، هل يوسف الطواني نصراوي الميول قبل رئاسته لنادي الشباب؟
•• هذه التغريدات قديمة جداً، قبل أكثر من 15 عاماً، وأنا اليوم «شبابي» فقط، ولا يهمني النصر لا من قريب ولا من بعيد.
• قلت سابقاً: «لكل زمان دولة ورجال أعتقد أن عصر الهلال بدأ بالأفول لأنه أصبح بيئة طاردة.. الفريدي مثالاً»، ماذا عن عصر الهلال اليوم؟
•• أعتقد أن الهلال هو أنجح نادٍ سعودي في العقد الأخير، والدليل أنه لا يوجد له منافس في السنوات الماضية. الهلال نموذج فريد بين الأندية السعودية.
• كيف ترى كرة القدم النسائية؟ ومتى نرى لاعبات من الجوف يحترفن كرة القدم؟
•• أعتقد أن نادي الشباب خطا خطوات كبيرة في كرة القدم النسائية، إذ أصبحت لدينا عدة فرق نسائية تنافس في الرياضة السعودية، ولدينا محترفات أجنبيات. ومع الوقت، ستتطور الرياضة النسائية في المنطقة بشكل أكبر.
• ما الطموح «الشبابي» لعام 2025؟
•• لا شك أن البقاء في دوري روشن هو هدفنا الأهم والأول هذا الموسم.
• قلت يوماً ما: «العمري حكم مباراتنا مع الأهلي.. انتظروا ضغطاً أهلاوياً على الحكم.. والضحية الشباب»، هل الشباب مظلوم تحكيمياً؟ وهل هناك مباريات تتذكرها تؤكد ذلك؟
•• أعتقد أن أخطاء الحكام جزء من اللعبة، لكن هناك أخطاء لا تُغتفر، وآخرها إلغاء هدف صحيح لنا ضد الاتفاق بداعي التسلل.
• هل انتهى شغف «ديربي» المنطقة الشهير بين الشباب والطائي بلغة الأرقام والمنطق؟
•• نعم، التنافس بين الناديين انتهى، لوجود فارق كبير بين الفريقين. الشباب أحد أندية الصفوة في السعودية لوجوده في دوري روشن، بينما الطائي صعد حديثاً لدوري الدرجة الثانية.
• الشباب قائم على «حميّا» رجال الأعمال في الجوف، كيف تعلق؟
•• على العكس، الشباب لا يحصل على دعم كبير من رجال الأعمال. التبرعات التي وصلت للنادي بعد الصعود لا تتجاوز 75 ألف ريال فقط.
• منذ صعود الشباب للمرتبة الممتازة وصلت التبرعات لـ75 ألفاً؟ هل هذا مهر الصعود فعلياً؟
•• الحقيقة هذا الرقم مخجل جداً ولكنها الحقيقة. الشباب لا يوجد لديه دعم قوي، ومن يدعم هم أعضاء المجلس فقط. طبعاً الداعم الحقيقي لنا هو أمير منطقة الجوف الأ
