أحيانًا تأتي الفجيعة لتتركنا في حالة من الصدمة والحزن العميق، وهكذا الشعور الذي ساد قلوب الجميع برحيل المخرج العظيم، محمد الجيلي. لم يكن رحيله مجرد فاجعة عابرة، بل كانت خسارة لا تعوض لعالم الفن والإبداع. إنه الفنان الذي بصم بإبداعه على كل ما سطرته يداه، ورحل تاركًا وراءه ذكريات لا تنسى وأثرًا لا يمحى.
كان الجميع ينتظر عودته بلهفة، يتوقون لرؤية وجهه البشوش وسماع صوته الدافئ، ولكن جاء الموت فجأة وأخذه منا بلا وداع. لم يكن أحد يتوقع هذا الفراق الأليم، وكم من دمعة حارقة تنهمرت على فقدان هذا العبقري الذي كان له مكانة خاصة في قلوبنا.
كان محمد الجيلي ليس فقط مخرجًا بل كان فنانًا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فقد كان يعكس في أعماله جمالية الفن وعمق التعبير. لم يكن يرى الإخراج مجرد وسيلة للعمل، بل كان يراها فرصة لبث الجمال والقيم في قلوب المشاهدين. كان شخصية فذة وروحًا ناضجة، تتحدث من خلال أعماله عن تفرده وعبقريته في فن السينما.
اليوم، يخيم الحزن على قلوب الجميع، لكن ذكرى محمد الجيلي ستبقى خالدة. فقد ترك بصمة فنية تحمل جمالية لا مثيل لها، وأثرًا لن يمحى من ذاكرتنا. لن ينسى عزيزنا المخرج الراحل، وسيظل حاضرًا في أفكارنا وذكرياتنا، كما كان دائمًا، مبدعًا وإنسانًا شاملاً لا يمكن تجاهله أو نسيانه.