محمد توفيق سعد.. «بلاغي» أوقف عمره للعلم والتأليف

شهد عامنا الحالي فقدانًا كبيرًا في مجال اللغة والأدب، حيث وافته المنية الباحث والأستاذ الجامعي البارز الدكتور محمود توفيق سعد. كان الفقيد من أبرز الشخصيات العلمية في عالم البلاغة والنقد، حيث عمل كأستاذ جامعي في جامعة الأزهر وشغل عضوية هيئة كبار العلماء.
ترك الدكتور محمود توفيق سعد بصمة لامعة في حياة العديد من الطلاب الذين استفادوا من علمه وإرشاداته. من بين تلاميذه الباحث الدكتور هاني عبيدالله الصاعدي، والذي استلهم موضوع رسالته العلمية من توجيهات الفقيد حول مبتكرات القرآن للعالم الطاهر ابن عاشور. كما تأثرت الدكتورة تهاني بنت محمد عسيري بمنهجه العلمي، حيث درست البديع عند الفيلسوف الإسلامي عبدالقاهر الجرجاني في إطار رسالتها البلاغية.
من ناحية أخرى، لم يكن الفقيد محمود توفيق سعد مقتصرًا على تدريسه في جامعة الأزهر فقط، بل عمل أيضًا في جامعتي الإمام محمد بن سعود الإسلامية وأم القرى. وتتوزع مؤلفاته بين دراسات بلاغية مبتكرة مثل "صورة الأمر والنهي في الذكر الحكيم"، وكتب في فقه بيان النبوة، وأسرار البلاغة القرآنية. بجانب ذلك، اهتم الفقيد بمفاهيم البديع والمجاز في كتاباته، مما جعله مرجعًا لدارسي الأدب واللغة.
يظل إرث الدكتور محمود توفيق سعد حيًا بين أوساط الأكاديميين والباحثين، فقد ترك بصمته الثقيلة في عالم النقد والبلاغة العربية. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وزملائه الصبر والسلوان.