بالرغم من توقعات جمهور مسلسل (# أم 44) بمعانٍ درامية مميزة تلامس واقع النساء بعد سن الأربعين، إلا أن العمل لم ينجُ من الانتقادات اللاذعة التي انهالت عليه. واستهجن المشاهدون - منذ الحلقات الأولى - تناول القضايا بشكل سطحي، واستهلاك البنية السردية، وفقدان التماسك الدرامي.
وقد عبّرت آراء النقاد والمشاهدين عن انزعاجهم من زيادة الإثارة حول قضايا حساسة، وتقديمها في سياق فقد نقاوة الجدية والواقعية. ورغم أن المسلسل كان من المفترض أن يسلط الضوء على تحديات النساء في هذه المرحلة الحياتية، جاءت النتيجة على النقيض من ذلك، تحوّلت المعاناة إلى وقائع مألوفة، واقتصرت على لحظات مفرطة، بعيدًا عن عمق المشاكل التي تواجهها النساء في هذا العمر.
لافت للنظر أن بعض الحوارات تبدو مصطنعة، والانفعالات تخلو من الدافع السردي، مما أدى إلى فقدان مصداقية الشخصيات بالنسبة للمشاهدين. وتعرّض المسلسل لانتقادات شديدة من قبل مجموعة من المغردين والمغردات الذين اعتبروا أنه يظهر إساءة غير مباشرة للعلاقات الاجتماعية، ويقلل من أهمية قضايا المرأة بشكل غير موضوعي.
يبدو أن ما زاد من حدة الانتقاد هو أن المسلسل يحمل توقيع كاتبة ذات خبرة طويلة، ما جعل التوقعات ترتفع لتصل إلى مستوى أعلى من النتيجة التي ظهرت على الشاشة.
في الختام، يُعتبر (# أم 44) مسلسل لم يتمكن من تحقيق رغبته في تقديم تجربة مشاهدة ممتعة ومثيرة، بل وقع في الفجوة بين الرغبة الصادقة والتنفيذ الضعيف الذي لم يرقَ لمستوى تطلعات الجمهور.