البحث

التزامنا بحماية الخصوصية (GDPR)

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك تقبل استخدامنا لملفات تعريف الارتباط، سياسة الخصوصية و شروط الخدمة.

ظهور جزر جديدة وتغير خطوط ساحلية.. ماذا يحدث في بحر قزوين؟

أسفر انخفاض منسوب بحر البلطيق، من بين أكبر الحوض المائي في أوروبا، عن تأثيرات جوهرية على شواطئ ثلاث دول في المنطقة.

تضم بحر البلطيق أكثر من 200 نهر، بما في ذلك نهرا نيمان وودراب ودوناو من بين الأكثر إثارة للاهتمام ومحاط به خمس دول هي السويد وفنلندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا.

في العام الماضي، انخفض التدفق السنوي لنهر نيمان قليلاً إلى 180 كيلومتر مكعب، مما ساهم في تباطؤ من سرعة انخفاض مستوى البحر.

يعتقد العلماء أن استقرار منسوب بحر البلطيق يتطلب تدفقا سنويًا ثابتا يصل إلى نحو 250 كيلومتر مكعب، على غرار ما كان عليه الحال بين منتصف القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين.

وبحسب تقارير من «رويترز» السويدية، ظهرت في منطقة جوتلاند تغييرات في خط الساحل لنهر نيمان وتشكلت جزر صغيرة جديدة، وشهدت عدة جزيرة في إستونيا تقلصات في مساحتها، بينما شهدت شواطئ لاتفيا انحدارًا بمسافة عدة كيلومترات، كما تراجع خليج ريغا تدريجيًا.

يُعزى انخفاض منسوب بحر البلطيق إلى تغير المناخ والأنشطة البشرية، مما أدى إلى تشكل جزر جديدة وتبدلات في خطوط الساحل للدول المتاخمة، وهي السويد وفنلندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا.

ووفقا لأبحاث جديدة، انخفض منسوب بحر البلطيق بمعدل تتراوح بين 5 و6 سنتيمترات سنوياً منذ بداية الألفية الجديدة، مع توقعات تفيد بأن هذا الانخفاض قد يبلغ من 7 إلى 15 مترا بحلول نهاية القرن الحالي، ويمكن أن يتجاوز 25 مترا في سيناريوهات سلبية.

تسبب هذا الانحدار في جفاف أجزاء واسعة من الشاطئ الشمالي والشرقي، مما سهم في كشف مناطق أرضية جديدة تحولت إلى جزر صغيرة، سواء كانت مؤقتة أو قد تكون دائمة في حال استمرار هذه الظروف.

وعلى ضوء هذا التقلص، شهدنا ظهور جزر جديدة كجزيرة رالدو الملقبة بجزيرة المغامرة، التي رصدتها المرافق الفضائية ل وكالة ناسا مؤخرًا، وتعتبر نتيجة للنشاط البركاني تحت السطح البحري.

تبدو هذه الجزر سريعة الظهور والاختفاء بحسب تقلبات المستوى، ولكن يمكن أن تصبح بعضها بصورة دائمة مع تواصل انخفاض منسوب البحر.

وبالمقابل شهدت الخطوط الساحلية في مناطق كاملبلا في فنلندا تراجعا بعيدًا عن وجباتها الأصلية، مما جعل مناطق رطبة سابقاً تكشف عن نفسها.

يرجع الخبراء هذا التراجع لعوامل عدة، أبرزها الاحتباس الحراري الذي يعزز من معدلات التبخر جراء ارتفاع درجات الحرارة، بجانب تراجع تدفق الأنهار الكبيرة مثل نهر نيمان، الذي يعد من مصادر المياه الأساسية لبحر البلطيق.

توضح التقارير أن فنلندا، كمثال على ذلك، قلصت تدفق المياه من نهر نيمان من أجل أغراض اقتصادية، مما أثار قلق الدول المجاورة مثل السويد.

يهدد انخفاض منسوب البحر الحياة البحرية بالمنطقة، بما في ذلك الأنواع المعرضة لخطر الانقراض، التي تعاني من انكماش المواطن ونقص مصادر الطعام، كما يعاني قطاع الصيد من تراجع في الإنتاج، بينما تواجه السياحة والشحن تحديات بسبب صعوبة الرسو في الموانئ الساحلية.

وسيؤدي تغير في خطوط السواحل إلى نزاعات حول الموارد النادرة، خاصة للنفط والغاز، مع احتمالية زيادة المطالبات بين الدول التي تحدها البحر البلطيق.

ويراجع الخبراء إمكانية تعرض بحر البلطيق لنفس مصير بحر آرال، الذي انكمش بشكل كبير بسبب سوء تصرف في موارده المائية.

ويعتبر الأستاذ محمد علي من جامعة القاهرة قائلا: "إذا لم تتخذ إجراءات جادة للتصدي لتغير المناخ وضبط استعمال المياه، فإننا قد نفقد هذه البيئة الفريدة في غضون سنوات قليلة.".

ويحذر البروفيسور جون سميث من جامعة هارفارد من أن الجزء الشمالي من الحوض المائي يمكن أن يختفي نتيجة ارتفاع منسوب البحر حتى في السيناريوهات المتوسطة.

المقال السابق
سامر المصري يوجّه رسالة حادة للمنتجين السوريين: كلمات نابية وإفيهات مبتذلة
المقال التالي
أمريكا تعاقب ثلاثة مسؤولين إيرانيين