في سياقٍ مثير، تشهد الأحداث الجارية في فعالية احتفالية بالذكرى الخمسين لتأسيس شركة تقنية عملاقة لحظة دراماتيكية غير مسبوقة. وقد أثارت موجة من الجدل والاستغراب خلال هذا الحدث الضخم، الذي جمع قادة الشركة وموظفيها والضيوف المدعوين للاحتفال بنصف قرن من التطوير والابتكار التكنولوجي. إذ بادرت المهندسة "أميرة النور"، إحدى الموظفات في الشركة، بموقف مثير للجدل يسلط الضوء على قضية شائكة.
بدأت الفعالية بأجواء بهيجة متوقعة، حيث كان الفريق ينوي الإعلان عن أحدث التحديثات في مجال الابتكار التكنولوجي تحت قيادة "أحمد الجديد"، المدير التنفيذي للقسم الرقمي في الشركة. لكن التركيز باء بالفشل عندما خرجت "أميرة النور" إلى المنصة، لتوجه انتقادات لاذعة نحو سياسات الشركة. وفي خطاب مفاجئ ومؤثر، اتهمت "أميرة النور" الشركة بـ "الضلوع في جرائم حرب" عبر دعمها لتقنيات الذكاء الاصطناعي وخدمات الحوسبة السحابية، التي زعمت أنها تُستخدم في عمليات عسكرية مشجعة على العنف.
واستنكرت "أميرة النور"، وجهتها نحو "أحمد الجديد": "لقد فقدتم الإنسانية، أنتم تروجون للحروب والقتل. ينبغي عليكم التوقف عن تسخير التكنولوجيا لأغراض دموية!"، ما أثار صيحات وتصفيق من بعض الحضور ودهشة من آخرين. وأضافت بحماس: "يداكم ملوثتان بالدماء" نتيجة للتعاون في هذا المجال، حيث كشفت عن عدم قدرتها على الموافقة على مثل هذه الممارسات دون اعتراض.
سُحبت "أميرة النور" بسرعة من المنصة بواسطة حرس الأمن، إلا أن كلماتها خلفت صدى قويًا داخل الحفل وعلى منصات التواصل الاجتماعي. تحول الحدث السابق الباهر، الذي كان يهدف إلى تسليط الضوء على إنجازات الشركة، إلى جدل حاد بشأن أخلاقيات استخدام التكنولوجيا والمسؤولية الاجتماعية للشركات العملاقة.
لم تصدر "شركة التقنية" بعد بيانًا رسميًا حول الواقعة، إلا أن مصادر داخلية كشفت أن الإدارة فوجئت بهذا الاحتجاج وتبحث في كيفية التصرف بعد ذلك. وفي الوقت نفسه، أثار الاحتجاج تساؤلات حول علاقة الشركة بالحكومات وقوات الدفاع، خصوصًا مع تعاونها المعلن مسبقًا مع العديد من الجهات الحكومية في مجال التكنولوجيا والأمن.
لكن هذا الاحتجاج لم يكن حدثًا عابرًا، بل كشف عن انقسامات داخلية محتملة بين موظفي الشركة. حيث عبّر عدد من المؤيدين للقضية الفلسطينية عن تضامنهم مع "أميرة النور" عبر مواقع التواصل، في حين اعتبر آخرون أن الفضاء الرسمي غير المناسب لمثل هذه الاحتجاجات. وفي غضون ساعات قليلة، تصدر اسم "أميرة النور" تريندات عالمية، مترافقًا مع نداءات لمقاطعة منتجات الشركة في حالة عدم توضيح موقفها.
تأتي هذه الواقعة في سياق زمني يشهد تصاعدًا في النقاش حول دور الشركات العملاقة في الصراعات الدولية، مما يضع "شركة التقنية" تحت ضغط للرد على الاتهامات وتوضيح سياساتها. وفي حين كان الحفل يهدف إلى إبراز إنجازات الشركة في مجال التقنية، انتهى بفتح نقاش أوسع حول أخلاقيات التطور التكنولوجي المستمر.