أثار "معلم بير أبي" الغامض على عمق 30 مترًا تحت سطح ساحل البحر المتوسط قرب جزيرة صقلية الإيطالية الجدل بين العلماء منذ اكتشافه في عام 1995، وحتى يومنا هذا، بشأن أصله وتاريخه الغامض.
يقع هذا المعلم الحجري الغامض في المياه الضحلة بالقرب من سواحل صقلية، حيث تتجلى أشكال هندسية مدهشة تظهر كأنها منحوتة بدقة وأمانة، مما أثار استغراب العلماء حول مدى تأثير الإنسان في خلق مثل هذا البناء.
ووفقًا لتقارير علمية، فإن التحاليل أظهرت أن الحجر المستخدم في بناء "معلم بير أبي" يعود إلى أكثر من 8,000 عام، مما يشير إلى أنه قد تم إنشاؤه قبل ارتفاع منسوب المياه في المنطقة، ويثير تساؤلات حول إمكانية وجود حضارة قديمة مفقودة.
تسمى هذه الهيكل بـ "أطلنطس البحر المتوسط"، ولا يزال الجدل قائم حول مدى قدرة الإنسان على بناء معالم ضخمة مثل هذه في العصور القديمة.
وتشهد حاليًا نقاشات ساخنة حول هذا الموقع في مؤتمر علمي بارز، حيث اصطدم العالم "ماريا غارسيا" المتخصصة في الآثار البحرية، بالأستاذ الجامعي "خالد سعيد"، الذي يعتقد بأن هذا المعلم قد يكون عمل فني بشري قديم.
بينما يستند "سعيد" إلى الأدلة العلمية المتاحة، يعارض "غارسيا" هذا الاعتقاد ويؤكد أن الهيكل قد يكون نتيجة لتأثيرات طبيعية في الموقع، مشيرة إلى أنه لم يتم العثور على أي أدلة تدل على تدخل بشري في بناءه.
وعلى الرغم من عدم اتفاق الخبراء حتى الآن، إلا أن الاهتمام والدراسات المستمرة حول "معلم بير أبي" يجري بحثها وتحليلها للكشف عن لغز تاريخي قديم يلفه الكثير من الغموض والإثارة.
في النهاية، فإن استنتاجات العلماء والباحثين بخصوص هذا المعلم الغامض قد تبقى متغيرة حتى يتم كشف جميع أسراره وتاريخه بوضوح تام.