كاليفورنيا تواجه شبح حوادث الطيران.. ماذا حدث في سيمي فالي؟

شهدت منطقة جبلية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية حادثة مروعة السبت الماضي، حيث تحطمت طائرة صغيرة في حي سكني مزدحم، مما أدى إلى اندلاع حريقين في بنايتين بالقرب من منتجع وود رانش باركواي وشارع هايت ميدو. تلقت الفرق الطبية الطلائعية بلاغًا عاجلا حول الحادثة، وفقًا لبيان صادر عن سلطات الإطفاء في فينتورا.
ووقعت الحادثة المروعة حوالي الساعة 2 ظهرًا، بالتوقيت المحلي، وتلقت الفرق الطبية البلاغ في الوقت المناسب، إذ كانت التقارير الأولية تشير إلى وجود شخص واحد على متن الطائرة.
لم ترد معلومات فورية حول عدد الضحايا أو أسباب الحادثة، إلا أن شهود عيان أكدوا أنهم شاهدوا أعمدة دخان تتصاعد من المنطقة، وبادروا فورًا بإخطار فرق الإطفاء والطوارئ للسيطرة على الحرائق والحفاظ على السلامة العامة، في حين باشرت الجهات المختصة التحقيقات لتحديد أسباب وملابسات الواقعة.
تأتي هذه الحادثة في إطار سلسلة من حوادث الطيران التي ضربت الولايات المتحدة مؤخرًا، حيث تشير الإحصائيات الصادرة عن إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) والهيئة الوطنية للسلامة والنقل (NTSB) إلى تسجيل 1415 حادثة جوية في عام 2024، يأتي منها 257 حادثة قاتلة أسفرت عن وفاة 306 أشخاص، وتعود معظم هذه الحوادث إلى الطيران الخاص، مثل الطائرات الصغيرة والمروحيات.
وبحلول منتصف فبراير من العام الجاري 2025، تم تسجيل 87 حادثة، بينها 13 حادثة قاتلة أدت إلى وفاة 85 شخصًا على الأقل، من بينها اصطدام مأساوي في واشنطن العاصمة خلف نحو 67 قتيلًا. تشير الإحصائيات أيضًا إلى أن نسبة كبيرة من حوادث الطيران (حوالي 80%) يُعزى سببها إلى الأخطاء البشرية، خصوصًا خلال مراحل الإقلاع والهبوط، بينما تشكل الأعطال الميكانيكية (21%) وظروف الطقس (11%) أسبابًا أخرى للحوادث.
وعلى الرغم من هذه الحوادث المأساوية، يظل الطيران التجاري في أمريكا بيئة آمنة من الناحية الإحصائية، حيث لم تسجل شركات الطيران الكبيرة حوادث قاتلة منذ عام 2009 وحتى حادثة واشنطن 2025. لكن لا يزال هناك تحديات تستمر في مجال الطيران الخاص، مثل تلك التي شهدتها منطقة سيمي فالي، حيث تسلط الضوء على أهمية تنظيم ومراقبة سلامة الطائرات الصغيرة.
ومن بين الحوادث البارزة الأخيرة في ولاية كاليفورنيا، تحطم طائرة قرب مطار فان نويس في يناير 2025، وتحطم مروحية في خليج كانيوهي بجزيرة أواهو في ديسمبر 2024. وتسعى التقنيات الحديثة، مثل نظام السلامة والإنذار العالمي (GADSS)، إلى تقليل حوادث الطيران عن طريق تحسين نظم تتبع الطائرات والتنبيهات المبكرة.