هل بدأ الغرب ينفُر من إسرائيل ؟

في ظل التغيرات الحادة التي تعصف بمواقف الغرب تجاه الحرب في غزة، يبدو الخطاب الأوروبي محط اهتمام واسع، حيث يتخطى الصمت السابق ويتبنى مواقف أكثر وضوحاً وتحملًا. يشير التحول العميق في النظرة نحو إسرائيل إلى تحول ملموس في التعاطي مع الشريك السابق الذي كان يتلقى امتيازات استثنائية.
في هذا السياق، تتحرك دول أوروبية وأمريكية بخطى مختلفة ومتباينة. اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل في 20 مايو 2025، شهد بداية تحول هادئ عن الممارسات السابقة تجاه إسرائيل، حيث طُرحت لأول مرة فكرة مراجعة اتفاقية الشراكة التجارية بين الطرفين. وعلى الرغم من عدم تحقيق إجماع كامل، إلا أن دعم 17 دولة من الـ27 لهذه الخطوة يعكس أن الموضوع لم يعد مجرد قضية تأجيل.
الخطوات التي اتخذتها الدول الأوروبية تدفع نحو مزيد من المساءلة بعيداً عن البعد الاقتصادي، وتفتح الأبواب لشروط جديدة في العلاقة مع إسرائيل. ومن جانبها، أعلنت الحكومة البريطانية تعليق المفاوضات التجارية مع إسرائيل، مما يعكس توجهًا جديدًا نحو التعامل مع الأوضاع في المنطقة.
بوجه عام، يبدو موقف الدول الأوروبية يعكس تشكل كتلة جديدة ترى في العلاقة مع إسرائيل تحديًا أخلاقيًا لا يمكن تجاهله. وعلى الصعيد الأمريكي، تستمر الضغوط بشكل أقل علني، حيث تسعى إدارة ترمب لإعادة هندسة العلاقة دون إلحاق الضرر بالشراكة الاستراتيجية.
تبقى التحديات مفتوحة، مع استمرار الضغوط على إسرائيل وتحضيرها لاحتمالات مختلفة. وفي ظل هذه التطورات، يبقى السؤال الملح إلى أي مدى ستتمكن إسرائيل من الاحتفاظ بدعم حلفائها في مواجهة انتقال الدعم الغربي.