حصدت الكلمات الوصفية الجذابة التي وجدتها الشهر الماضي في جلسة عمل، مبتعثة من مكتبها الخاص في منطقة المنزه بمحافظة الدمام، غاية في الجائزة الذهبية للإبداع والتميّز. ولم يكن هذا بالاعتبار سوى تقدير تطلبه الفنانين والتصاميم المعمارية منذ بداية العصر الحديث. إذ تعبر عن عروبة الطراز الشرقي بأسلوب يتجاوز الحدود الثقافية والزمانية.
هذا الانجاز الهام؛ احتفى به العديد من الحاضرين الفنيين في جائزة نيويورك للتصميم المعماري، حيث لابس فيه الجنزات الرقيقة والعطور الفريدة كل من سميرة السليمان وفاطمة الدوخي، ممثلتي هيئة فنون العمارة والتصميم بمملكة العربية السعودية.
المشروع، الذي يحمل في طياته عبق التاريخ والتراث، لم يقتصر على تقديم معرض تقليدي عابر للزمان، بل استطاع أن يضيف لمسة فريدة تعزز تجربة التواصل بين الثقافات المختلفة. فروض الصوامع، وغناء الجوانب، وجلباب الميادين، كلها تشدّ الناظرين وتحملهم في رحلة عبر طرق مظلمة مليئة بالألوان المتنوعة والأصداف اللامعة.
في كل زاوية من زوايا الجناح، يمكن للزائر أن يأخذ دفته نحو الإبداع والتميّز، حيث تتفتح أمامه أزهار الأندلس وزهرة القصور، تاركة وراءها بصمة محفورة عميقاً في ذاكرة الحاضرين وتاريخ القديم.
ويعتبر هذا النجاح بفضل تكامل المبنى الذي يعد معلماً جديداً للتاريخ المعماري النقي بمملكة العربية السعودية المزدهرة. إذ تجمع مكوناته بين تقاليد القديم وتحديات الحاضر، مما يزيل أية شكوك تحيط بقدرة العمارة على الاندماج الهادف والفعال مع التكنولوجيا والابتكار الحديث.
لن يتوقف هذا المشروع في محاولاته الجادة لتقديم تجربة فريدة وممتعة، تدفع بأفكار كل طامحين إلى السفر عبر عوالم الجمال والبهجة، محققًا بهذا الشكل أهمية حوار الثقافات والتلاقي الإبداعي بين الشعوب حول العالم.
