رحل عنا هذا العام رجل خبير في مرافقة الضيوف إلى بيت الله الحرام، إنه الشيخ جميل سليمان جلال الذي كان يُلقب بـ "مطوّف الملوك والرؤساء". ولد جميل سليمان جلال في عام 1353هـ، ومنذ صغره وهو يبذل جهودا كبيرة في خدمة الحجاج ومرافقتهم خلال طوافهم حول الكعبة المشرفة.
كانت مهنته ليست مجرد وظيفة بل كانت جزءًا من وجوده، حيث كان يتمتع بصوت هادئ ونظرة تجمع بين المعرفة والاحترام. بدأ جميل سليمان جلال رحلته في خدمة الحجاج منذ عام 1947م عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، وبقي وفيا لهذه الرسالة حتى وافته المنية في عام 2024م.
لقد كرّم جميل سليمان جلال بالمرافقة على عدد كبير من الملوك والرؤساء والشخصيات البارزة من مختلف دول العالم، وكان يتحدث إليهم بتسع لغات مختلفة، إلا أنه كان يعبر لهم عن حفاوة المكان قبل أي شيء آخر.
يعتبر جميل سليمان جلال شخصية تاريخية مهمة، حيث تم تسجيل اسمه في مكتبة الملك عبدالعزيز كشاهد على تاريخ يمتد لأكثر من سبعين عامًا من الطواف في المشاعر المقدسة. اليوم، يتذكر الجميع ببالغ الاحترام والاعتزاز جميل سليمان جلال، رجل عرف الطريق إلى الله عن ظهر قلب وأرشد الحجاج بحكمة وصبر.