تقدم "هبة اللاين"، ظاهرة تسويقية جديدة تلتهب في أروقة المقاهي والمحلات، حيث تصطف الطوابير بأعداد هائلة أمام المقاهي الحديثة دون وجود منتج جديد أو عرض خاص. هذا المشهد المتكرر بدأ يجذب الانتباه، محفزاً رغبة المزيد في الالتحاق بالطوابير والاستمتاع بالعرض المُبهر.
كيف بدأت هذه الظاهرة؟ يُشير البحث العلمي إلى أن وجود الزحام يلعب دوراً كبيراً في تحفيز قرارات الشراء، إذ يربط الدماغ بين الزحام والجودة بطريقة غير مباشرة. وهذا ما جعل الشركات تبتكر استراتيجيات تسويق جديدة مبنية على تكوين الطوابير لخلق مشهد يجذب المستهلكين.
وفي هذا السياق، أصبحت "هبة اللاين" تحوّلت إلى نوع من التسويق الرمادي، حيث يُستأجر الطوابير مؤقتاً لخلق انطباع سريع من دون أساس حقيقي، وهو ما ينبأ بقنابل تسويقية تنهار بسرعة بعد فترة وجيزة.
لكن هل نحن نشتري القهوة حقاً أم نشتري الطابور؟ هذه الحيرة تبقى قائمة، وربما يحين الوقت لإعادة التفكير في مفهوم الشفافية والشفوية في التسويق، لتحقيق علاقات دائمة مع العملاء بناءً على المحتوى الحقيقي والجودة الفعلية، لأن التأثير المؤقت للطوابير المدفوعة لن يكون كافيا في المدى البعيد.