بفعل ضرورة التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية، تأكد السيد حمد بن عبدالعزيز، المدير التنفيذي للابتكار والتحول الرقمي في صندوق تنمية الموارد البشرية، أن الحكومة السعودية قد دخلت مرحلة جديدة في توظيف التكنولوجيا والبيانات والذكاء الاصطناعي كأدوات أساسية لبناء اقتصاد متنوع ودولة متقدمة رقمياً.
وفي حديثه لصحيفة "الوطن"، أشار حمد إلى أن السعودية تشهد تحولات جذرية في البنية الرقمية، مع دعم حكومي وتكامل في تقديم الخدمات وتطوير القطاعات الرئيسية كالصحة والتعليم والعمل الحكومي، مما ساهم في تحسين تجربة المستفيدين وتعزيز الأداء المؤسسي.
وأوضح أن التحديات الرئيسية تكمن في نقص الكفاءات الرقمية المتخصصة، وصعوبة تغيير المؤسسات، وتعقيد التكامل مع تقنيات قديمة، بالإضافة للتهديدات السيبرانية والقضايا المتعلقة بالخصوصية والبيانات.
حمد أكد أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً أساسياً في تسريع التحول الرقمي، من خلال تحسين الخدمات وتقديم التجربة الرقمية المثالية وتوجيه اتخاذ القرارات استناداً إلى التحليلات الذكية.
وأشار إلى أهمية جودة البيانات والحوكمة والأمن في نجاح تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن التفكير الإبداعي ودعم الابتكار يعدان وجهتي النجاح في العصر الرقمي الحالي.
وفيما يخص سوق العمل، أشار إلى أهمية اكتساب المهارات الرقمية وتطوير التفكير الإبداعي لمواكبة الوظائف المستقبلية، مع التركيز على إعادة تأهيل القوى العاملة وتحسين الرأسمال البشري.
وختم حمد حديثه مؤكداً على أن الاستثمار في التحول الرقمي ليس فخ lux ولكنه ضرورة لتحقيق التنافسية والنجاح، مشيراً إلى أن المرحلة القادمة من التحول ستستند على التكنولوجيا المتقدمة والذكاء المؤسسي، من خلال استخدام البيانات لاتخاذ القرارات وتكامل التقنيات الحديثة مع العمليات اليومية.
الذكاء الاصطناعي
شريك في التطور
أوضح الخبير في نظم الذكاء الاصطناعي علي القحطاني أن الذكاء الاصطناعي أصبح ليس مجرد تجربة بل أصبح حقيقة في عالم الأعمال، حيث أصبح له دور أساسي في صنع قرارات الشركات اليومية.
وأكد أن الأتمتة أصبحت أكثر فعالية وسرعة من أي وقت مضى، وأن المهام الروتينية التي كان يجب تنفيذها يمكن اليوم تطبيقها من خلال الذكاء الاصطناعي، وبالتالي أصبح الجهد البشري أقل.
وبالنسبة للمخاوف من فقدان الوظائف بسبب الأتمتة، أشار القحطاني إلى أن الذكاء الاصطناعي لن يستبدل جميع الوظائف، ولكن سيغير شكلها ويوجهها نحو التطور والتحسين المستمر.
وأوضح أن التحدي ليس في التقنية بل في قدرة الأفراد على التكيف مع التحول، داعياً إلى ضرورة اكتساب المهارات الجديدة وقبول التحديات من دون مقاومة.
وأوضح أيضاً أهمية فهم عميق للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وقدرة التعامل مع التكنولوجيا الحديثة للنجاح في سوق العمل المستقبلي.
وفيما يتعلق بدور منصات الذكاء الاصطناعي في تمكين القطاع الحكومي، أكد أنها تلعب دوراً كبيراً في تحسين خدمات العملاء وتقديم الخدمات بكفاءة وفاعلية وتعزيز التفاعل بين الجهات والمستخدمين.
وأختتم القحطاني حديثه مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس عدواً للإبداع بل شريكاً فيه، وأن فهم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي واستخدامها بشكل صحيح سيلعب دوراً كبيراً في تعزيز الإبداع وصناعة المستقبل.
تحول استراتيجي
نحو اقتصاد متقدم
أكد الخبير في الأمن السيبراني محمد السهيلي أن قطاع الذكاء الاصطناعي في المملكة يشهد تطوراً كبيراً، وأصبح له قيمة سوقية هامة، داعياً إلى تكثيف الجهود لدعم هذا القطاع المهم.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً حيوياً في تنمية القطاعات الحيوية كالصناعة والصحة والتعليم والمالية، وأن هذا التطور لم يكن ممكناً بدون دعم القيادة وتبني الابتكار والتحول الرقمي كأسس للنمو المستدام.
وأشار السهيلي إلى نجاح السعودية في بناء بنية تحتية رقمية متقدمة وتطوير الكفاءات المحلية وتعزيز الشراكات الدولية، مما مكنها من تحقيق مكانة متقدمة على ساحة التكنولوجيا الناشئة.
واعتبر أن التحول الذي تشهده المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي هو تحول استراتيجي يؤدي إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتحقيق النمو الذكي، مع توجه واضح نحو الثورة الصناعية الرابعة.
وباستمرار تقدم السعودية في تحقيق أهدافها التنموية والتكنولوجية، تبنى مسارها نحو مستقبل رقمي واعد، يجمع بين الطموح والابتكار والتقدم نحو قمة التقنية العالمية، لتكون في المقدمة لصناعة المستقبل.
