البحث

التزامنا بحماية الخصوصية (GDPR)

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك تقبل استخدامنا لملفات تعريف الارتباط، سياسة الخصوصية و شروط الخدمة.

«وعد الرمال».. كيف تبني السعودية واحة ذكية في قلب الصحراء

-----

- تحويل الأراضي المصرة إلى مساحات زراعية ذكية ومستدامة في المملكة السعودية

- الري الذكي ودوره في تعزيز الثورة الخضراء

- زيادة إنتاج المحاصيل بنسبة 50% بفضل التقنيات الحديثة في الزراعة

------

عشنا لسنوات طويلة تحت رحمة الصحراء السعودية، حيث كانت الرمال تمتد إلى ما لا نهاية، إلا أن قصة تحول استثنائية بدأت تروي كيف استطاعت المملكة العربية السعودية تحقيق تحولاً جذرياً في علاقتها مع الطبيعة، من خلال دمج التكنولوجيا الحديثة مع البيئة بهدف تحويل الصحراء القاحلة إلى مساحات زراعية حيوية وذكية ومستدامة، تعكس رؤية المملكة 2030 في بناء مستقبل أكثر خضرة ومليء بالأمل.

لم تكن الظروف الجغرافية الصعبة في المملكة عائقاً لإطلاق مشاريع جريئة تهدف إلى تحويل 40% من الأراضي الصحراوية إلى مناطق خضراء بحلول عام 2030، حيث تم دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي مع أحدث التقنيات المتجددة، بهدف تعزيز الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الواردات من خلال تحسين كفاءة استهلاك المياه وزيادة الإنتاج الزراعي.

تقوم هذه المشاريع الطموحة على فكرة الاعتماد على أنظمة الري الذكية من خلال استخدام تقنيات متقدمة لتحليل التربة والبيانات المناخية، مما يساهم في تقليل استهلاك المياه إلى النصف تقريباً مقارنة بالطرق التقليدية، كما تعتمد على مصادر طاقة متجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ما يضمن استدامة الموارد ويقلل من البصمة الكربونية على البيئة.

وقد شهدت المحاصيل الزراعية زيادة كبيرة وصلت إلى 50% خلال السنوات الأخيرة وفقاً لتقارير وزارة البيئة والمياه والزراعة، مما يدل على نجاح استخدام التكنولوجيا الحديثة في التصدي للتحديات المناخية الصعبة كندرة المياه وارتفاع درجات الحرارة والعواصف الرملية.

وتجمع التجارب الزراعية في مناطق مثل نيوم والربع الخالي بين تقنيات الاستشعار عن بعد والزراعة الرأسية بهدف تحسين إدارة الموارد الطبيعية واستغلال الأراضي بشكل أفضل، إذ تُعتبر هذه المبادرات الحديثة استثماراً رئيسياً لحل مشكلات البيئة ومواجهة تحديات المستقبل.

تعتبر الظروف المناخية الصعبة والبنية التحتية المحدودة الأهمية تحدٍ كبير في العمليات الزراعية في المناطق النائية، إلا أن التعاون المشترك بين الجهات الحكومية والمراكز البحثية والشركات الناشئة ساهم في تطوير حلول مبتكرة، مثل أنظمة الحماية من العواصف الرملية وأجهزة الري الرقمية الدقيقة وفق الحاجة.

هذا الطموح لا يمثل تطوراً بيئياً فقط، بل هو تحول يعيد صياغة علاقة الإنسان بأرضه التي كانت مهملة، وأصبحت اليوم مصدراً للحياة والازدهار، حيث تحتضن الأراضي الخضراء جيلًا جديدًا من المزارعين والباحثين الطموحين، يدفعهم الإبداع والرغبة في الاستدامة.

من خلال هذه المبادرات الوطنية الطموحة، يظهر اقتصاد حيوي يفتح آفاقًا جديدة للاستثمارات ويرسم خريطة جديدة للاقتصاد الوطني، إذ تصبح الواحات الذكية مراكز إنتاج مهمة، تلعب دورًا حيويًا في تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط.

الدراسات الاقتصادية تشير إلى إمكانية زيادة الناتج المحلي بنسبة تزيد عن 30% خلال العقد القادم من خلال استثمارات في الزراعة الذكية وتقنيات الاستدامة، الأمر الذي يخلق آفاقًا جديدة ويدعم خلق فرص عمل جديدة في القطاع الريفي وصناعات الزراعة والتقنيات الجديدة، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وزيادة الاكتفاء الذاتي في مجال الأغذية.

استثمار المملكة السعودية الذكي في الطاقة المتجددة والزراعة الحديثة يشكل فرصة استثمارية كبيرة تعزز الاقتصاد الوطني، إذ يجذب رؤوس الأموال المحلية والعالمية ويسهم في تعزيز الابتكار والتطور التكنولوجي.

تأتي هذه الجهود ضمن استراتيجية رؤية 2030 لخلق اقتصاد متنوع ومستدام، تتضمن رفدها بالقطاعات الحديثة والمبتكرة.

في كل زرعة تُزرع وكل قطرة ماء تُوزع بذكاء، يظهر مستقبل واعد للاقتصاد الوطني، حفظاً للبيئة والموارد للأجيال القادمة.

على هذا المنحنى التنموي، تقدم المملكة العربية السعودية نموذجاً مبهراً لبناء اقتصاد مستدام واستدامة للأمن الغذائي، حافظة على هويتها ومواردها فيما تسعى نحو مستقبل أكثر خضرة وازدهاراً.

المقال السابق
بعد 24 ساعة من ظهور الأعراض.. وفاة شخص في أريزونا بسبب «الطاعون»
المقال التالي
ألمانيا: أزمة بسبب فجوة العمال المهرة