يتجه وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية لمجموعة العشرين نحو مدينة ديربان في جنوب أفريقيا لعقد اجتماعات يومي الخميس والجمعة، تحت تأثير التوترات الجيو-سياسية والاقتصادية الراهنة. يُعتبر تغيب وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت عن الاجتماع بمثابة عنصر إضافي يُذكّرنا بضعف الموقف الدولي للولايات المتحدة في هذا السياق المعقد.
جوش ليبسكي، رئيس قسم الاقتصاد الدولي في مجلس الأطلسي، أبدى قلقه حيال عدم تمثيل أكبر اقتصاد عالمي دورًا سياسيًا بارزًا، مما يحدث شكوكًا في استدامة دور مجموعة العشرين على المدى البعيد. يُظهر غياب "بيسينت" استراتيجية الولايات المتحدة الطموحة لتقليص دور المجموعة بعد توليها رئاستها العام المقبل.
في سياق متصل، فإن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رسوم جمركية جديدة يثير توترًا عالميًا، حيث تتراوح هذه الرسوم بين 10% و50% على السلع الأمريكية المستوردة، بالإضافة إلى تهديدات بفرض رسوم قياسية تصل إلى 200% على بعض السلع الحيوية.
وفي غمرة هذه التحديات، تكافح بعض الدول، وخصوصًا في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، مع تزايد الديون الخارجية التي وصلت إلى حوالي 800 مليار دولار تمثل 45% من الناتج المحلي الإجمالي. هذا يتسبب في فجوة تمويلية قدرها 80 مليار دولار بسبب انخفاض الدعم من الصين والدول الغربية، وهو ما دفع وزير المالية الجنوب أفريقي السابق تريفور مانويل للدعوة إلى زيادة الشفافية في العلاقات المالية.
بنهاية اليوم، يترقب العالم نتائج اجتماع وزراء المالية بفارغ الصبر، في ظل الضغوطات الاقتصادية المتنامية وتصاعد الصراعات التجارية، مع آمال أن تجد هذه الاجتماعات حلاً عالميًا لتحديات الاقتصاد العالمي المعقد.