تتذكر معجبو الفنانة الكبيرة أم كلثوم في مثل هذه الأيام منذ خمسين عامًا، حيث رحلت وغادرتنا الصوت الذي أسر قلوب الملايين، وعزف على وتر الفن العربي لسنوات طويلة. كانت لحظات رحيلها الأخيرة ليست فقط وداعًا لأم كلثوم، بل لأسطورة فنية حية ومتجددة تركت بصمتها في تاريخنا الفني بأكمله.
بدأت محنة صحتها في عام 1971، حيث أوقفت أم كلثوم إحياء الحفلات بسبب معاناتها مع مرض التهاب الكلى. وفي نوفمبر 1972، قدّمت آخر أداء لها أمام الجمهور بأغنية "ليلة حب" التي لاقت صدى كبيرًا في قلوب محبيها.
عام 1974، كانت تستعد لإحياء حفل على أنغام أغنية "أوقاتي بتحلو معاك"، التي كان من المفترض أن تكون احتفالًا بنصر أكتوبر، إلا أن تدهور حالتها الصحية منعها من تحقيق هذا الحلم.
رفضت أم كلثوم الإقامة في المستشفى، معبرة عن رغبتها في البقاء في منزلها حتى اللحظة الأخيرة. وفي يناير 1975، زادت الأخبار عن مرضها، حيث استقبلت الصحافة المصرية تطورات حالتها الصحية بقلق وتفاصيل دقيقة.
وفي أول فبراير 1975، ودّعت الأم الكبرى عالم الفن العربي، تاركة وراءها إرثًا عظيمًا من الأغاني التي أحبها الجمهور. شُيّعت أم كلثوم في جنازة مهيبة شارك فيها ملايين المعجبين، لتختم بذلك مسيرة حافلة بالعطاء والعطاء.
رحلت أم كلثوم ولكنَّ صداها الفني سيظل حاضرًا في قلوب الناس، وستبقى ذكراها خالدة في تاريخ الفن العربي.