في تطور مفاجئ، يبدو أن عالم العملات الرقمية يستعد لمشهد تراجعي جديد، حيث يظهر بيتكوين على وشك إغلاق شهر أغسطس على انخفاض، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ شهر أبريل الفائت. والتساؤلات تثار حول احتمالية تصاعد هذا التراجع مع انطلاقة شهر سبتمبر القادم.
لقد عرف شهر سبتمبر عبر التاريخ بكونه شهر تراجعات عميقة لأسعار العملات المشفرة الرائدة، حيث شهدت بيتكوين تراجعات بنسب تصل إلى 67%، وهو ما أطلق عليه اسم "تأثير سبتمبر". ولا يتوقع العديد من المحللين تغيير هذا النمط، حيث أغلقت بيتكوين على انخفاض في ثماني مرات خلال شهر سبتمبر من كل عام على مدى الـ12 سنة الماضية، مع انخفاض متوسط يبلغ حوالي -3.80%، وفقًا لمعلومات حصلت عليها "العربية Business".
نظرًا للاتجاهات السابقة، يبدو أن لدى المتداولين عادةً ميل نحو جني الأرباح بعد فترة ارتفاعات في الصيف أو إعادة توجيه استثماراتهم قبل نهاية العام. ويتوافق هذا النمط مع تاريخ "ستاندرد آند بوز 500"، الذي سجل متوسط عائد سلبي يبلغ 1.2% خلال شهر سبتمبر.
عادةً ما يتم تداول بيتكوين في سياق أصول ذات مخاطر عالية، ومن المحتمل أن يكون عرضة للتراجع الموسمي المتوقع. ومع ذلك، لم تكن جميع شهور سبتمبر سلبية لبيتكوين خلال السنوات السابقة، حيث يظهر أحيانًا أن التراجعات تلي نجاحات كارثية في شهر أغسطس.
من جانبه، يرى المحلل ريكت فينسر بتفاؤل بأن هذا العام لن يشهد انخفاضًا في سعر بيتكوين خلال شهر سبتمبر، مشيرًا إلى أداء العملة الرقمية في عام 2017.
إذا نظرنا إلى الأداء التاريخي لبيتكوين في عامي 2017 و2025، نجد نمطًا شبه معكوس، حيث شهدت العملة تراجعات حادة في أواخر أغسطس فتبعها استقرار على مستويات دعم رئيسية، ثم عادت للارتفاع.
في 2017، قدم اختبار الدعم هذا النمط قبل ارتفاع سعر بيتكوين إلى مستويات 20 ألف دولار. وفيما يتعلق بالوضع الحالي، يتماسك سعر بيتكوين حول المنطقة الرئيسية بين 105,000 و110,000 دولار منذ عدة أشهر، مما يشير إلى إمكانية بدء موجة صعودية جديدة.
هناك إشارات إيجابية تظهر مثل "التباعد الصعودي الخفي"، حيث لا يتماشى انخفاض سعر بيتكوين مع انخفاض مؤشر القوة النسبية (RSI)، الذي يشير إلى استمرار قوة السوق وعودة الطلب.