في الوقت الحالي، تم تعديل تسمية خاصية "القيادة الذاتية الكاملة" التي كانت تقدمها شركة تسلا، حيث أصبحت تسمى "القيادة الذاتية الكاملة (تحت الإشراف)". هذا التغيير يشير إلى ضرورة وجود السائق كجزء من عملية القيادة وأن السيارات الحالية لا تستطيع التحكم بشكل كامل دون تدخل بشري.
على الرغم من الجهود التي بذلتها تسلا وفرضها رسومًا مرتفعة تصل إلى 15 ألف دولار لتفعيل هذه الميزة، فإن الواقع يؤكد أن النظام المتاح حاليًا يعتبر مجرد نظام مساعد للسائق، وليس بالقدر المطلوب ليصبح السيارة ذاتية القيادة بالكامل.
وفي تطورات أخرى، تم ربط مجلس إدارة تسلا جزءًا من حزمة تعويضات بقيمة تريليون دولار بتحقيق الشركة لعدد معين من الاشتراكات النشطة في خدمة FSD. لكن مع التعريف الجديد للنظام، أصبح أسهل بكثير تحقيق هذا الهدف حيث يمكن لأي نظام يقوم بأداء "مهمات نقل" أو يحتوي على وظائف "شبيهة بالقيادة الذاتية" أن يدخل ضمن هذه الإحصائية، حتى لو كانت السيارة لا تزال بحاجة لتدخل بشري.
وهكذا، يبدو أن الحلم الذي روج له منذ فترة بإمكانية قيادة السيارات ذاتيًا يتبدد تدريجيًا، حيث تحول ما كان يشبه "سائق شخصي آلي" إلى مجرد مساعدة متقدمة يقدمها النظام. وقد اعتبر البعض هذا التطور بمثابة إحباط لأن أوهام القيادة الذاتية الكاملة لم تتحقق كما تم ترويجها.
وبهذا، يبدو أن وعود تسلا بتقنية القيادة الذاتية الكاملة قد انحدرت إلى مجرد وعود غير ملموسة، تعكس نمط ماسك في المبالغة والتراجع فيما بعد، مما يجعلنا نشهد "حلم مستعمرة على المريخ" يتبدد ببطء وينقلب إلى حدث آخر غير متوقع.