في خطوة إنسانية تبرز التعاون والاحترام بين الدول، أعادت كوريا الجنوبية اليوم رفات 30 جنديًا من الجيش الشعبي الصيني الذين فارقوا الحياة خلال حرب كوريا، إلى جمهورية الصين الشعبية. جرى نقل التابوتات المغطاة بالعلم الصيني بحفاوة من مطار إنتشون بسيول إلى شنيانغ، حيث كان في استقبالها عدد كبير من العائلات والمسؤولين، في جو من الحزن والامتنان. وصف مسؤول صيني هذه العملية بأنها "رسالة سلام وتقدير لضحايا الحرب الذين لقوا حتفهم في أرضٍ ليست وطنهم، بعد عقود من الانتظار."
تأتي إعادة الرفات في إطار اتفاقية تعاون بين البلدين، تم بموجبها إعادة أكثر من 1011 رفاتًا صينيًا منذ عام 2014، مع التركيز هذا العام على جانب الإنسانية والتصالح. ورغم التاريخ المضطرب بين البلدين نتيجة الصراع السابق، تظهر عملية إعادة الرفات تطورًا إيجابيًا في العلاقات بينهما، مما يعكس رغبتهما في تسوية الماضي والتحيلل نحو مستقبل أفضل.
حرب كوريا التي اندلعت في عام 1950، سببت في مأساة بين الأطراف المتصارعة، مما أسفر عن مقتل ملايين الأشخاص وتشتت العديد من الجنود في أرضٍ ليست بوطنهم. الصين التي شاركت بقوات كبيرة في الحرب، فقدت آلاف الجنود الشجعان الذين ضحوا من أجل الدفاع عن المبادئ التي تؤمن بها.
باختتام هذا الفصل المؤلم في تاريخ الدولتين، نجد أن إعادة الرفات تمثل خطوة هامة نحو التقارب والمصالحة، مما يعزز الثقة والتعاون المشترك بين كوريا الجنوبية والصين. وبهذا العمل الإنساني، تظهر الرغبة المشتركة في بحث العدالة والسلام، وتجاوز الماضي المؤلم نحو مستقبل واعد يستند إلى التعاون والتفاهم المشترك.