في قلب بحر الشمال، بين البرّ الاسكتلندي وجزر أوركني، تقع جزيرة سوونا الصغيرة التي هجرتها البشرية منذ عام 1974، ولم يبقَ فيها سوى قطيع من الأبقار البرية يرعى بين الحقول الحجرية المهجورة. والغريب أن الجزيرة تلقت أخيراً طرداً يحوي حذاء أديداس رياضياً نسائياً، ما أثار الدهشة والحيرة.
عائلة ألكسندر أنال المالكة للجزيرة، فوجئت بإشعار من مكتب البريد بوصول الطرد. ولمّا فتشوا المحتويات، وجدوا الحذاء الرمادي، ليتساءلوا: من سيرسل أحذية إلى مكان لا يعيش فيه سوى الأبقار؟
بينما ظن البعض أنها محاولة فنية رمزية، رجّح آخرون أن يكون الأمر مرتبطاً بعمليات الاحتيال المعروفة باسم «التنظيف» (Brushing)، إذ تُرسل طرود عشوائية لتعزيز تقييمات وهمية على الإنترنت.
الجزيرة شبه مهجورة باستثناء زيارات سياحية موسمية قصيرة، وبلا إنترنت ولا سكان دائمين. لكن وفق قوانين التجارة في أوركني، إذا استلمت سلعاً غير مرغوب فيها، فلست مُلزماً بإعادتها. لتبقى الأحذية الغامضة أكثر ضيوف الجزيرة إثارة منذ نصف قرن.