في عالم الدراما السعودية، تشهد الساحة الفنية ثورة ملحوظة تستحق الاهتمام والتقدير. بعد سنوات من الهيمنة الرجالية والثنائيات الخالدة، يبدو أن الحاضر يشهد تحولًا ملموسًا نحو تكريس دور الممثلات السعوديات وبروزهن بشكل لافت. واضطلعت نجمتان بدور بارز في انعكاس هذا التحول، هما ريم عبدالله وإلهام علي، اللتان يقدمان أداءً متميزًا يثير الجدل والإعجاب على حد سواء.
ريم عبدالله، التي اشتهرت بدور "أم صامل"، تستعرض قدراتها الاستثنائية في مسلسلي "جاك العلم" و"ليالي الشميسي"، حيث تأسر قلوب الجمهور بتقديمها شخصيات مميزة ومعبرة. من جانبها، تبرز إلهام علي بأدوار متنوعة ومتقنة في مسلسل "وضحى"، حيث تثبت مرة أخرى أنها من بين النجمات الأكثر تألقًا وتأثيرًا في الساحة الدرامية السعودية.
يثار السؤال حول إمكانية قيادة النجمات السعوديات للمشهد الفني في شهر رمضان، وهل يمكن رؤية تجربة تجمع ريم عبدالله وإلهام علي في عمل مشترك يسلّط الضوء على قضايا اجتماعية برؤية نسائية منقحة؟ الدراما السعودية بحاجة إلى تنويع وتجديد يسمح بازدهار الأعمال وتحفيز قدرات الفنانات.
على الرغم من التنافس الشديد بين النجمات، يجب أن يبقى التركيز على الإبداع والتميز، وأن لا تتحوّل المنافسة إلى سباق شعبية خالي من الروح الفنية. إن الدراما ليست مجرد معركة بين الأسماء، بل هي منبر للتعبير عن الحياة بشتى جوانبها وتعقيدها، وهو ما يجعل الجمهور الحقيقي هو الرابح الأكبر في نهاية المطاف.
