اهتزت مدينة باريس اليوم على وقع اكتشاف قنبلة ضخمة غير منفجرة تعود لحقبة الحرب العالمية الثانية، مما أسفر عن فوضى عارمة وتعطل حركة القطارات في محطة «جار دو نور»، إحدى أبرز محطات القطارات بأوروبا، وتسببت في إحداث اضطراب كبير في حركة النقل العام والمسافرين.
تزن القنبلة التي عُثر عليها 500 كيلوجرام من المتفجرات، ويبلغ طولها مترًا واحدًا، وقد عثر عليها «في وسط مسارات القطارات» أثناء أعمال الصيانة الليلية في ضاحية سان دوني، على بعد نحو 2.5 كيلومتر من محطة القطار. وقد تم إرسال خبراء المتفجرات على الفور إلى الموقع لتأمين المنطقة والتعامل مع هذا الوضع الفريد.
ووفقًا لصحيفة «لوموند» الفرنسية، فإن القنبلة تم اكتشافها حوالي الساعة 3:30 صباحًا خلال أعمال استبدال جسر سكة حديد (جسر الكاتدرائيات)، ووصلت فرق الإزالة إلى الموقع في الساعة 4:30 صباحًا، حيث أقيمت منطقة شبه مغلقة بنصف قطر 200 متر، وتم توسيعها لاحقًا إلى 500 متر.
وأفادت شركة السكك الحديدية الفرنسية (SNCF) بأن القذيفة تم اكتشافها على عمق مترين تحت الأرض بواسطة آلة حفر.
يُعد الموقع المكتشف معروفًا بتاريخه من آثار الحرب العالمية الثانية، ولذلك تم وجود خبير متفجرات خلال أعمال الحفر، وتمت اتباع إجراءات خاصة للتعامل مع هذه المناطق الحساسة. وقال ماتيو شابانيل، رئيس وحدة إدارة البنية التحتية السككية: «العثور على قنبلة بهذا الحجم أمر استثنائي بالفعل».
وأضاف: «ندرك أن شبكة السكك الحديدية كانت تتعرض لقصف كثيف خلال الحرب العالمية الثانية، وخاصة هنا في شمال باريس، حيث كان هناك العديد من المصانع، لذلك نتخذ احتياطات خاصة عند تنفيذ أعمال في هذه المنطقة والعثور على مواقف غير اعتيادية، وهذا ما جرى الليلة الماضية».
وأوضحت السلطات المحلية في سان دوني أنه تم إجلاء السكان من بعض المباني التي تتطل على منطقة الحفر، كما تم إغلاق ست مدارس ودار رعاية في المنطقة لمدة ساعة، وأكدت السلطات أنه «لا يوجد خطر عليهم».
تم إغلاق جزء من الطريق الدائري لباريس وطريق A1 السريع أمام حركة المرور بسبب عمليات إزالة الألغام، وفقًا للشرطة.
وفي وقت لاحق من اليوم، أكد محافظ منطقة سين سان دوني إجلاء 200 شخص بواسطة الشرطة، وطلب من سكان المنطقة البقاء في منازلهم إذا كانوا على بعد أقل من 500 متر من موقع القنبلة.
خلق الحادث حالة من الاضطراب الشديد في حركة النقل والمواصلات، مما أدى إلى إلغاء جميع رحلات قطارات يوروستار من وإلى باريس اليوم، وهو ما أثر على حركة السفر إلى ومن محطة لندن سانت بانكراس.
ونصحت شركة يوروستار المسافرين بتغيير تذاكرهم للسفر في وقت آخر، مع استمرار الخدمات من لندن إلى بروكسل وإلى أمستردام التي لا تمر عبر باريس كالمعتاد.
وقد تأثر ما يقرب من 500 قطار بالحالة الاستثنائية هذه وتم تحويل بعضها إلى محطة جار دو ليون، وشهدت خدمات القطارات RER والمترو إضطرابًا شديدًا مع تحويل المسارات وتعليق الخدمات في بعض المناطق.
من جانبه، صرح وزير النقل الفرنسي، فيليب تاباروت، خلال مؤتمر صحفي قائلاً: «تم تعبئة الفرق بشكل مكثف للتعامل مع هذا الوضع.. لا يوجد ما يدعو للقلق، لكن هناك إجراءات يجب احترامها».