تفاجأ العديد من المحققين والباحثين بالرسومات والكتابات المدهشة التي اكتشفت على جدران السجون التي كانت تحبس فيها الضحايا السوريين الذين تعرضوا للتعذيب والانتهاكات بسبب نظام بشار الأسد القمعي. وتعتبر هذه الرموز والعبارات التي نقشها المعتقلون نقطة من نقاط الضوء التي تكشف عن وحشية الانتهاكات التي عاشوها.
ووفقاً لمقالة نشرتها مجلة إخبارية، فإن هذه الرموز اليدوية تروي قصص مأساوية لعشرات الآلاف من الضحايا الذين كانوا يعانون في زنزانات تخلو من كل أثر للإنسانية، حيث كانوا يواجهون الموت والعذاب بصمت شديد.
في هذا السياق، تظهر الرسائل التي كُتبت على الجدران جانباً إنسانياً مؤلماً يجعلنا نستشعر بمعاناة غير قابلة للتصور. فهناك رسائل تعبر عن الشوق واليأس، وأخرى تحمل رسائل حب من القلب المظلم لمن يحب.
ومن خلال مشاهدة الرسومات الدقيقة والتقاويم المليئة بالصبر واليأس، يمكن للقارئ الوقوف للحظة والتأمل في الظروف الصعبة التي مر بها هؤلاء الضحايا. ورغم ألم الواقع، تشير بعض الرسومات إلى روح داعبة تتجلى من خلال رسوم كرتونية ومناظر طبيعية توحي بالأمل والهروب الخيالي من الألم والعذاب.
وأخيراً، تسلط هذه المقالة الضوء على أحد أبرز مراكز الاحتجاز في دمشق، الذي عرف بسوء سمعته والشهادات الصامتة التي خلفها. حيث عاش المعتقلون في زنازين تفتقر إلى النور ورأوا وفاة إخوتهم أمام أعينهم، إلا أن رسوماتهم ورسائلهم اليوم تشهد على إصرارهم وإنسانيتهم رغم قسوة العمليات التي تعرضوا لها.
