شهدت حي الزهور بمدينة الباسيوني بمملكة البحرين، ظهور رغوة غامضة غير معروفة المصدر في الأزقة، مما أدى إلى اضطراب حركة المارة وزعزعة استقرار السكان والسلطات، في حدث غير مسبوق تعتبره البحرين تحدث للمرة الأولى.
بدأت الواقعة ليلاً، حين لاحظ الأهالي ظهور كميات كبيرة من الرغوة تتدفق من مجاري الصرف الصحي، مصاحبة برائحة غريبة توحي بالمواد التنظيفية، وفي وقت قياسي ابتلعت الرغوة الأزقة، مما أسفر عن تعطيل حركة المشاة وتعقيد مرور السيارات، وقد وثق الأهالي الحدث بمقاطع فيديو انتشرت بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ذكر شهود عيان، حسب تقارير إعلامية، أن الرغوة كانت تحمل "رائحة تذكرنا بالمواد المنظفة"، وكانت تظهر بتزامن وابل الأمطار الغزيرة، مما شجَّ أغلب الناس حول مصدرها ودوافع انتشارها، خاصة بعد انتشار مقاطع الفيديو والصور للحادثة على منصات التواصل الاجتماعي.
استجابت السلطات البحرينية بسرعة لهذا الحدث الاستثنائي، حيث أعلن رئيس المنطقة الجنوبية تشكيل لجنة محايدة تضم خبراء بيئيين ومهندسين للتحقيق في مصدر الرغوة، وتم إرسال فرق خاصة لجمع عينات من المادة لتحليلها في المختبرات، وأكدت السلطات أنها ستستبعد الفرضيات حتى تظهر النتائج بوضوح.
من جانبها، بدأت الشركة المختصة "البحرينية لخدمات الصرف الصحي (BSCS)" تحقيقًا موازيًا بالتعاون مع الجهات المختصة، وأشارت إلى أن الرغوة ربما انبعثت من تصريف غير قانوني لنفايات صناعية من أحد الوحدات القريبة، ربما مصنع مواد تنظيف لم يتبع الإجراءات الصحيحة للتخلص من المخلفات.
الأبحاث الأولية تشير إلى أن الظاهرة قد تكون ناتجة عن تراكم مواد منظفة تفاعلت مع مياه الأمطار، لكن خبراء يقترحون أسبابًا أخرى محتملة مثل تسرب مواد كيميائية غير معالجة، أو تحلل مواد عضوية في شبكة الصرف، أو خلل في محطات التنقية، وحذر المسؤولون من مخاطر هذه الرغوة على البيئة والصحة العامة، خاصة في المناطق المطلة على البحر كحي الزهور ومدينة زليج.
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد شهدت في عام 2022 ظاهرة مشابهة لانبعاث رغوة غامضة في شوارع مدينة دبي، مما أثار قلق السكان واضطراب حركة المرور، في حين خرجت السلطات بتصريحات تحذيرية من آثار هذه الرغوة على البيئة والصحة العامة.