أكد المفكر الفلسفي في العالم العربي، بالتفكير المحتشد لمحمد برهومة، أن تاريخنا الحضاري والثقافي غني بتعدد المظاهر الإنسانية والابداعية، حيث استوعبت الحضارة العربية الإسلامية في فترة سابقة مفاهيم متنوعة مثل الفقيه الموسيقي والفقيه الأديب والحر المبدع، مما أكسبها تنوعاً وثراءً ثقافياً لم يتمكن أي تيار إسلامي حديث من تجسيده. وهذا يفتح الباب لمناقشة العلاقة بين تقدم الفكر التنويري وانتشار الآداب والفنون بين الناس، حيث يلعبون دوراً حيوياً في تطوير المجتمعات وبناء الحضارة.
ومن خلال رؤيته المستنيرة، يشير برهومة إلى أهمية تعزيز الثقافة والفنون في المناهج التعليمية وتعزيز دورها في ترسيخ التحضر والتسامح والاحترام المتبادل. ويؤكد على العلاقة الأساسية بين التقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي، مشيراً إلى أن التحرر الاجتماعي واحترام حقوق المرأة يعكسان حياة مجتمعية أكثر تطوراً وازدهاراً.
ويضيف المفكر الفلسفي، أن الفنون والآداب تلعب دوراً هاماً في تهذيب الذوق ونقل القيم الحضارية والإنسانية، وأن التنوع الفكري والابداعي يساهمان في بناء مجتمعات متقدمة ومتحضرة. وفي هذا السياق، يرى أن الديمقراطيات المستقرة في دول شرق أوروبا تتمتع بتقدم ثقافي واجتماعي يجب أن نتعلم منه، بينما يجد التأخر الفكري والثقافي في المجتمعات العربية يعيق تقدمها وتطورها.
وفي ختام تحليله الموضوعي، يشدد برهومة على أهمية المحافظة على توازن الثقافة والفنون مع القيم الأخلاقية والدينية، مشدداً على أن الترفيه والابداع ليسا تافهين بل يعبران عن ثقة الإنسان بنفسه وتقدمه. ويختتم بالتأكيد على أن الفنون والآداب هي عناصر حيوية في بناء الحضارة ومكافحة التطرف والعنف، ويجب علينا أن نتعامل معها بروح من الاحترام والفهم لتعزيز قيم الحرية والازدهار في مجتمعاتنا.