ابتكار فصول مدرسية تحدّ من انتشار قصر النظر بين تلاميذ المدارس في الصين

تقدمت الصين بخطوة مبتكرة لمواجهة التحديات المتصاعدة المتعلقة بارتفاع معدلات قصر النظر بين الأطفال، من خلال كشف ابتكار جديد يهدف إلى وقاية التلاميذ في المدارس من تطوّر هذه المشكلة الصحية المزعجة.

أظهرت الإحصاءات الحديثة أن أكثر من 60% من الطلاب في المدارس الابتدائية والثانوية في الصين يواجهون مشاكل في النظر، مما جعل القلق ينتقل إلى مستوى جديد من الاستيقاظ، خصوصا مع تفشي واسع لهذه الظاهرة بين الشباب.

ويأتي الإعلان عن تطوير أسلوب تعليمي رائد من جانب وزارة التعليم الصينية بالتعاون مع خبراء العيون والمصممين المعماريين، والذي يتمحور حول إنشاء فصول دراسية تحاكي بيئة الغابات داخل الحرم المدرسي.

تتميز هذه الفصول بواجهات زجاجية شفافة وإضاءة طبيعية محسنة لتحاكي النور الخارجي، فضلا عن نظام تهوية متقدم وتصميمات تشجع الطلاب على التركيز بعيدًا أثناء الدراسة.

وفقا لدراسات أولية أُجريت في جامعة "صن يات صن" في "قوانغتشو"، يُظهر هذا التصميم قدرة على تقليص نسبة تقدّم قصر النظر بما يصل إلى 40% خلال سنة دراسية واحدة، وذلك من خلال تخفيف الضغط على العين وتحسين جودة الرؤية.

أوضح الدكتور ليو مينغ، أحد الباحثين الرئيسيين في المشروع، أن الفكرة مستمدّة من البحوث العلمية التي تظهر أن التعرض للضوء الطبيعي والمساحات الخضراء يمكن أن يلعب دورًا مؤثرًا في تقليل تطور قصر النظر، وهو الناتج الرئيسي لهذه المشكلة.

يأتي هذا الابتكار ضمن استراتيجية وطنية لمكافحة تطور قصر النظر التي أطلقها الرئيس شي جين بينغ في 2018، حيث يعتبر قصر النظر تحديًا يهدد صحة وقدرات الجيل القادم في الجانبين العسكري والاقتصادي.

انطلق المشروع التجريبي في 50 مدرسة ابتدائية ومتوسطة في مناطق مثل يونان وشانغهاي، حيث جرى تجهيز الفصول بتقنيات حديثة تتضمن شاشات عرض على مسافات بعيدة وأنظمة مراقبة دورية لصحة العين.

علاوة على ذلك، تضمنت المبادرة تقليص ساعات الوقت المخصص للاستخدام الإلكتروني وزيادة الأنشطة في الهواء الطلق إلى على الأقل ساعتين يومياً، وهو خطوة ثبتت فعاليتها من خلال بحوث سابقة.

وقد أثنت منظمة الصحة العالمية على هذه المبادرة، مصفية إياها بأنها نموذج يُحتذى به على مستوى العالم، وذلك في ظل توقعات تشير إلى وصول عدد مصابين بقصر النظر إلى 740 مليون طفل ومراهق بحلول عام 2050، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة British Journal of Ophthalmology.