البحث

التزامنا بحماية الخصوصية (GDPR)

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك تقبل استخدامنا لملفات تعريف الارتباط، سياسة الخصوصية و شروط الخدمة.

«تخيّل».. بقيت حية 40 عاماً تحت ركام عبدالمجيد !

في فضاءٍ بين الاشتياق والتأمل، تقف الأناشيد الخالدة كالأغنية "تخيّل" للفنان عبدالمجيد عبدالله، كمثال حي على أن بعض الأعمال تُبنى لتبقى، فلا تُقاس بمدى انتشارها العابر، بل بقدرتها على الاستمرار في تأثير الإنسان، بعد مضي الزمن وتغيير الأذواق.

الأغنية "تخيّل"، بكلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن، ولحن الموسيقار سراج عمر، ليست مجرد أغنية عادية، بل تجربة شعورية متكاملة. قصيدة تستقر في الصمت الداخلي، والليالي الطويلة، والتأمل الذاتي الصامت. لحنها يتسلل برقة، كالفحيحل الذي يختبر أثر البوح عندما يُقال بصوت هامس. وهذا، بحد ذاته، سر لبقائها.

عندما غنى عبدالمجيد عبدالله هذه الأغنية في بداياته، بعد عودته من القاهرة وعمله مع سامي إحسان، في ألبوم "سيد أهلي" عام 1984، لم تكن "تخيّل" الأغنية الأكثر شهرة، ولم تكن تُعتبر بطاقة دخوله إلى الجمهور الكبير. كانت خيارًا فنيًّا ناضجًا يعكس وعيًا فنيًا مبكرًا، وارتباطًا عميقًا بالنصوص الشعرية، وهي واحدة من الأعمال التي لم تُلقَ الضوء عليها كما حدث مع أعماله الأخرى آنذاك، مثل "سيد أهلي"، و"علمتني"، و "انتظروني"، وغيرها.

إلا أن الزمن هو القاضي الوحيد الذي يحكم على الأهمية. والدليل هو العودة الحالية للأغنية "تخيّل" إلى الصدارة في أوساط جيل لم يعرف ولادتها. لم تعُد الأغنية مقتصرة في الذاكرة الباهتة، بل تحولت إلى تجربة حية، تُكتشف من جديد بفضول حقيقي، كما لو كان المستمعون يغوصون فيها للمرة الأولى، دون تأثير أي استراتيجية إعلامية أو ترويجية.

هذا النوع من العودة، بعيدًا عن الانفجار الرقمي الذي يُحدثه أحيانًا وسائل التواصل، يعكس قيمة فنية تتلاشى بعيدًا عن السياق، وتتعلق بالمضمون. فالأغنية "تخيّل" تُقدم اليوم وكأنها من أجل هذا الجيل، بلغته النفسية ولغتها الفنية وأدائها الصادق الذي لم يُبالغ، بل ظل يخضع للكلمة ويمنحها فرصتها للتعبير.

المقال السابق
«تاسي» يربح 283 ملياراً في يوم
المقال التالي
مسابقات المشاهير.. مَنْ يضحك على مَنْ ؟!