حكاية المطرب «الغريب».. «الموّان» الذي هجر «الموّال»!

عندما تسير خطواته في أزقة حي "الهرم" الشهير بالقاهرة، يمر العابرون بجانب "محمود الصاوي"، الموسيقار الشعبي الذي انطلقت من حنجرته نغمات تاريخية. انتشر صيته بين أهالي المنطقة وتجاوره مع نجوم شعبيين عدة، فكم كان "عثمان الأصيل" و"محمد منير" وغيرهم، يجتمعون في الليالي القاهرية ليرووا قصص الحب والهوى من خلال أغانيهم النابضة بالشجن.
في قلب "الهرم"، تجتمع أروقة حيوية تعج بالأنشطة الشعبية، حيث يتمايل سكان الحي على أنغام محمود الصاوي، الذي عاشقون يغازلونه من خلال ترانيمه العذبة.
يقول "الصاوي" الذي قد ودع الغناء منذ حوالي 15 عامًا، وتحوّل إلى "نجار" يعيش حياة هادئة بين أهالي حيه القديم، بالقرب من شارع "الصاوي" الذي يحمل اسمه: "سافرت إلى عدة دول عربية وأوروبية كضيف شرف للجهات المعنية بالفن الشعبي، حيث كنت رفيق درب للأسطورة المطرب الراحل أحمد فؤاد نجم".
وفي لحظات هدوء يومه، عندما يفيض المتجر بالزبائن، يسترجع محمود الصاوي ذكرياته بأغانيه المفضلة: "يا بتاع الدولاب"، "لما كنا صغيرين"، و"صوت الناقوس". يعرض الصاوي ثلاث جوازات سفر استخدمها خلال رحلاته الفنية، والتي امتلأت صفحاتها بالختوم المختلفة، بدءًا من زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية قبل 15 عامًا، حيث قام بأداء العمرة، ثم عاد ليستقر في مهنة النجارة التي يقوم بمزاولتها بالتعاون مع إخوته في "الهرم"، الحي الذي يشتهر بجماله وحيويته وسط العاصمة المصرية.
لاعجب أن اختار محمود الصاوي مجال النجارة، فهو ينبغي لأن يشغله شغفه بالفن الشعبي وحبه للألحان الشجية، وكما ابدع في غناءه، ابدع في حرفته وبناءه وإبداعه في عالم النجارة الذي يحبه ويعيشه بجدية واجتهاد.