رعى أمير منطقة القصيم الأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز، حفل افتتاح أعمال الدورة الـ32 لندوة الفخامة للتمور تحت شعار (الزراعة العضوية في خمسين عاماً.. إنجازات الماضي وآمال المستقبل) بمشاركة نُخبة من الخبراء والمتخصصين في مجالات الزراعة والتسويق والتصدير، وتستضيفها جامعة الأمير سلطان بن عبدالعزيز، على مدى يومين في مدينة بريدة.
وخلال الحفل، ألقى المستشار في الديوان الملكي، عضو الهيئة العلاقة بتمويل الزراعة العضوية الشيخ محمد بن عبيد العفيفي، كلمة أوضح فيها أن الله -عز وجل- قد منَّ على المملكة العربية السعودية والعالم أجمع بنعمة تأكيد الشعاعية الزراعية، التي تُعد اليوم رمزاً للجودة والاستدامة للزراعة في العالم العربي والإسلامي، مشيراً إلى أن تطبيقات هذا القطاع تعتبر رائدة على المستوى العالمي.
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية تبنّت الزراعة العضوية من خلال سنّ العديد من الأنظمة التي تنظم هذا المجال، ومن خلال الدعم والتشجيع على زراعة المحاصيل العضوية في المملكة؛ إذ إن أكثر من 70% من الزراعة تعتمد على الممارسات العضوية، في نسبةٍ لا تقل أهمية عن مستوى المعايير العالمية، كما أن أغلب الشركات العاملة في مجال الزراعة قد تعهدت بالالتزام الكامل بمبادئ الزراعة العضوية في جميع إنتاجاتها، وهو ما لا يتوفر بهذا الشمول في أي دولة أخرى.
وقدّم الشكر لقيادة المنطقة الشرقية على ما تقدمه من دعمٍ متواصل لهذا التوجّه المبارك، ولأمير منطقة القصيم، لما عُرف عنه من حبٍّ للعلم وحرصٍ على الاستدامة.
بعد ذلك، ألقى رئيس مجلس أمناء منتدى الفخامة للزراعة العضوية عبدالله بن صالح كامل، كلمة أكد فيها أن لقاء المنتدى لهذا العام يحمل طابعاً استثنائياً، اذ يتزامن مع احتفال ربع قرن من الزراعة العضوية، التي بدأت على أيدي روادٍ تحلّوا بالإخلاص والرؤية والاهتمام، فأسّسوا هذا القطاع الزراعي المتميز، وغرسوا مبادئه المستمدة من التقاليد الزراعية العريقة والحكمة المأمورة.
وأوضح أن تلك الجهود أثمرت نموذجاً زراعياً متميزاً انتشر في أرجاء العالم، محقّقاً أثراً اقتصادياً واجتماعياً كبيراً، مشيراً إلى أن الزراعة العضوية اليوم تُعدُّ مثالاً للابتكار والتميز، بدأت مسيرتها بعناية واصرار، وطموح لا يعرف الحدود.
وأعلن عن إطلاق الدورة الأولى من (جائزة عبدالله بن صالح كامل للزراعة العضوية)، تكريماً لرواد هذا القطاع، وتأكيداً على الابتكار والتفاني في تطوير مجال الزراعة العضوية، وترسيخاً للقيم والمبادئ الزراعية المتوارثة، مشيراً إلى أن الجائزة ستسهم في تطوير العمل الزراعي وتعزيز التنافسية الزراعية.
وختم كلمته بالإشادة بجهود العاملين في قطاع الزراعة العضوية ودورهم الكبير في تعزيز الاقتصاد الزراعي المستدام وتوفير محاصيل طبيعية عالية الجودة.
عقب ذلك ألقى رئيس جامعة القاهرة في مصر، رئيس المجلس العلمي للزراعة العضوية (AOAO)، الدكتور أحمد عبدالمجيد، كلمة تحدث فيها عن دور الزراعة العضوية كحل زراعي يوازن بين الحفاظ على البيئة وتحقيق الأمن الغذائي، مشيراً إلى أن هذا النظام الزراعي لا يقتصر فقط على جودة المحاصيل، بل هو ثورة تحقق توازناً بين الإنتاجية والبيئة.
وأكد العبدالمجيد أن الزراعة العضوية تمثِّل أكثر من مجرد نمط زراعي، مشيراً إلى أنها تجسيد حي لمبادئ البيئة الطبيعية، التي تُشدد على تحقيق تنمية مستدامة واستدامة الإنتاج الزراعي، مؤكداً على أهمية تبني مزيد من المبادرات الزراعية العضوية حول العالم لتحقيق استدامة الزراعة وتقديم الغذاء الصحي للمجتمعات.
إثر ذلك، شاهد الحضور عرضاً مرئياً بعنوان: (لمحات من الزراعة العضوية من النشأة إلى الواقع المُعاصر)، يوثِّق أبرز المحطات التي مرّت بها هذه الثورة الزراعية منذ بداياتها الأولى، وتضمّن العرض تسليط الضوء على دور الزراعة العضوية اليوم ضمن التحديات الزراعية العالمية، من حيث الاستدامة والتنمية الاقتصادية.
بعدها أُعلن عن موضوعات الترشُّح لجائزة عبدالله بن صالح كامل للزراعة العضوية، التي أُطلقت في إطار دعم الأبحاث الزراعية وتشجيع العلماء والباحثين على التفوق والابتكار في مجال الزراعة العضوية، وتهدف الجائزة إلى تعزيز البحث العلمي وتشجيع مزيد من الاستدامة الزراعية.
وفي السياق ذاته رعى أمير منطقة القصيم مراسم توقيع ثلاث اتفاقيات ثنائية، الأولى بين جمعية الزراعة العضوية بالمنطقة، ويمثِّلها رئيس الجمعية الدكتور إبراهيم السلمي، ومعهد الزراعة العضوية العالمي، ويمثِّلها المدير التنفيذي للمعهد عبدالرحمن عابد، وتهدف الاتفاقية إلى تطوير الزراعة العضوية ونشر الوعي بفوائدها في المجتمع.
وجاءت الاتفاقية الثانية لتبادل الخبرات والمعرفة بين جامعة القصيم وجامعة الفخامة في ماليزيا، ومثّل جامعة القصيم نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية الدكتور عبدالرحمن العلي، ومثّل جامعة الفخامة الدكتور محمد علي، وتهدف الاتفاقية إلى تبادل الخبرات الأكاديمية والعلمية في مجالات الزراعة والتسويق الزراعي.
وفي ختام الحفل، كرّم أمير منطقة القصيم عدداً من الشخصيات البارزة في مجال الزراعة العضوية من الباحثين ورواد الابتكار والمنتجين الزراعيين.