أكشف تقرير حديث صادر عن مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة عن زيادة ملحوظة في نشاط الجريمة المنظمة التي تتزعمها عصابات آسيوية تحقق مليارات الدولارات سنويا من خلال عمليات احتيال إلكتروني واسعة النطاق. يحذر التقرير من توسع هذه الشبكات خارج حدود جنوب شرق آسيا لتشمل مناطق مثل أمريكا الجنوبية وأفريقيا، ما يشكل تهديدًا للأمن العالمي واستقرار الاقتصاد الدولي.
ويبين التقرير أن هذه العصابات تستغل منصات رقمية مثل تطبيق "تيليغرام" لتنفيذ عمليات احتيال إلكتروني معقدة تتضمن غسل الأموال والاتجار بالبيانات المسروقة وتوزيع أدوات إجرامية مثل برامج التزوير العميق.
تقدر إيرادات هذه الشبكات بما بين 27.4 مليار دولار و36.5 مليار دولار سنويا، مما يجعلها واحدة من أكثر التهديدات الإجرامية ربحية على مستوى العالم. كما يشير التقرير إلى تحول منطقة "المثلث الذهبي" في جنوب شرق آسيا إلى مركز رئيسي للجرائم الإلكترونية، وفشل الحملات الأمنية في احتواء هذه الأنشطة مما سمح بتوسيع نطاق عمليات العصابات إلى مناطق جديدة.
وفي سياق آخر، تواجه أفريقيا وأمريكا الجنوبية تحديات كبيرة نتيجة ارتفاع معدلات الجريمة، فعلى سبيل المثال سُجلت أمريكا الوسطى معدل جرائم قتل يصل إلى 26 ضحية لكل 100 ألف شخص، بينما بلغ المعدل في جنوب أفريقيا 30 ضحية لكل 100 ألف شخص. وتُظهر البيانات الحديثة تفاقم الجريمة المنظمة، بما في ذلك الاحتيال الإلكتروني، هذه التحديات، خاصة في ظل ضعف نظم العدالة الجنائية بعض الدول.
ويحذّر التقرير من أن توسع هذه العصابات يهدد بتقويض التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المناطق المستهدفة. يدعو العالم إلى تعزيز التعاون الدولي وتطوير أنظمة عدالة جنائية أكثر فعالية لمواجهة هذا التحدي العالمي المتنامي.