في خبر مفجع يثير الحزن والصدمة، أعلنت عائلة فيرجينيا جيوفري - إحدى الشخصيات البارزة التي نجت من شبكة الاتجار بالبشر التي كان يديرها الملياردير الأمريكي جيفري إبستين - عن وفاتها بشكل مأساوي، حيث عثر عليها متوفاة في مزرعتها ببلدة نيرغابي بغرب أستراليا. كان عمرها وقت الوفاة 41 عامًا. ورحلت جيوفري بعد معاناة طويلة وشجاعة لمواجهة ظروف مؤلمة، إذ لم تتحمل تفاقم الإساءات التي تعرضت لها على مر السنين.
وبحسب بيان من عائلتها، تم العثور على جيوفري ميتة في مزرعتها في بلدة نيرغابي، على بعد 80 كيلومترًا شمال مدينة بيرث. صرّحت العائلة بأنها قامت بوضع حد لحياتها بنفسها، نتيجة الضغوط النفسية الهائلة التي تكبدتها، مشيرة إلى أن تعرضها للاعتداء والاتجار بالبشر أصبح ثقيلاً لا يُحتمل، وأوصفتها العائلة بأنها نضالية شجاعة أضاءت طريقا للناجين، مشيرة إلى حبها الكبير لأطفالها الثلاثة كان حافزًا قويًا لصمودها.
وقبل وفاتها بأسابيع قليلة، أثارت جيوفري القلق بتدوينات غامضة على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك تنبؤ بأن "لديها أربعة أيام متبقية للحياة" بعد تعرضها لحادث بسيط، وهذه التدوينات أثارت تساؤلات واسعة بعد وفاتها، حيث رفض البعض فكرة انتحارها مؤكدين على دورها الحيوي في كشف حقيقة إبستين.
ولدت فيرجينيا روبرتس في ولاية كاليفورنيا ونشأت في ولاية فلوريدا، حيث واجهت طفولة مضطربة تعرضت فيها للاعتداء الجنسي عند سن صغيرة، مما دفعها للهروب من منزلها والعيش في الشوارع. وفي عام 1999، التقت بغيسلين ماكسويل، الشريكة السابقة لإبستين، التي وضعتها ضمن قائمة ضحاياه. خلال الفترة من 1999 إلى 2002، تعرضت جيوفري للاستغلال الجنسي على يد إبستين واضطرت لتقديم خدمات جنسية لشخصيات مشهورة، بما في ذلك الأمير أندرو.
في عام 2010، خرجت جيوفري للعلن بقصتها، لتكون من بين أوائل الذين طالبوا بمحاسبة إبستين. ساهمت شهادتها في إدانة ماكسويل في عام 2021 وتوصلت إلى تسوية مالية مع الأمير أندرو في عام 2022، تضمنت تبرعًا كبيرًا لمؤسستها الخيرية "SOAR" التي تدعم الناجين من شبكات الاتجار بالبشر.
الملياردير الأمريكي جيفري إبستين كان يدير شبكة ضخمة للاتجار بالبشر استهدفت فتيات قاصرات، بعضهن لم يتجاوزن الرابعة عشرة من العمر، خلال التسعينيات وأوائل الألفية. بمساعدة غيسلين ماكسويل، استدرج إبستين الفتيات الضعيفات، غالبًا من الخلفيات الفقيرة، بزعم تقديم وظائف عابرة تشمل التدليك، قبل أن يستغلهن جنسيًا ويجبرهن على خدمة شبكة من الأثرياء وأصحاب النفوذ.
في عام 2008، توصل إبستين إلى اتفاقية سرية مع السلطات الأمريكية لتجنب الملاحقة الجنائية، لكن الضغط العام الذي مارسته جيوفري ونساء آخريات نجح في اعتقاله عام 2019 بتهم الاتجار بالبشر. وعلى الرغم من ذلك، انتحر إبستين في زنزانته قبل المحاكمة، مما أحبط آمال الضحايا في تحقيق العدالة الكاملة. أما ماكسويل، فقد صدر بحقها حكم بالسجن لمدة 20 عامًا خلال عام 2022.