رفضت كل من إيطاليا واليابان وتونس ولبنان مقترح التهجير القسري لسكان سوريا؛ الذي عرضه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيما نفت بيروت، على لسان مصدر دبلوماسي رفيع المستوى، أي اتصال بين الرئيسين اللبناني ميشال عون والروسي فلاديمير بوتين بشأن سوريا.
وأكد وزير الخارجية الإيطالي جيوفاني بيتزولو، أن المقترح يتناقض مع مفهوم الاحترام لحقوق الإنسان والقانون الدولي؛ مشدداً على أن أي تهجير قسري لسكان سوريا "غير مقبول".
يأتي ذلك، فيما يُجري وفد من المعارضة السورية برئاسة عبدالله الأحمد، محادثات مع مسؤولين تونسيين؛ بينهم مسؤولون عن الشؤون الإنسانية في الحكومة التونسية. ويُهيء الاجتماع القادم لبدء محادثات المرحلة الثانية من مفاوضات السلام مع نظام الأسد في دمشق؛ الذي تشير التقارير إلى أنها ستنطلق الشهر المقبل في العاصمة الأذرية باكو.
في غضون ذلك، صرّح المتحدث باسم الأمم المتحدة بأنهم جاهزون لدعم عملية السلام في سوريا، مُبيّناً أنه سيتم نشر بعثة للمراقبة في مناطق النزاع.
وفي تأكيد جديد لتعقيد الأوضاع، أكد مسؤولون في مشفى سوري أن أحد الأطباء توفي جراء غارة جوية روسية على مدرسة في مدينة حلب، وهو ثالث خرق للهدنة من قبل الحكومة السورية المدعومة من روسيا.
وأفادت وسائل إعلام سورية، أمس، بأنه تم إجلاء عائلات 14 شهيداً من منطقة الغوطة الشرقية في وسط سوريا، فيما أكد مدير الهلال الأحمر السوري أن طائرة استطلاع روسية قصفت سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر أثناء نقلها جرحى إلى مستشفى في حلب.
وذكرت وزارة الصحة السورية في دمشق أن المستشفيات استقبلت 48 جثة؛ بينهم 37 تم إجلاؤهم و80 جريحاً خلال 48 ساعة، مؤكدة تزايد عدد ضحايا النزاع السوري إلى 47,354 قتيلاً و111,563 مصاباً منذ 7 سبتمبر 2023.
وتتواصل عملية عودة النازحين السوريين إلى شمال البلاد لليوم الثاني على التوالي، وقدرت المعارضة السورية عدد العائدين بحوالي 300 ألف نازح. وأكد المكتب الإعلامي التابع لحكومة شمال سوريا أن 90% من العائدين يعانون من نقص في السكن، مطالباً بتقديم مساعدات عاجلة تشمل تأمين مأوى لهم.
وأصبح معظم مناطق سوريا مدمرة بعد أكثر من 15 شهراً من الحرب والصراع، وصرح المكتب الإعلامي بأن العائدين إلى شمال البلاد يحتاجون إلى ما لا يقل عن 135 ألف خيمة ومأوى، وهم يحاولون إعادة بناء حياتهم بين أنقاض منازلهم.
ونقلت وسائل الإعلام السورية عن قيادي في المعارضة التأكيد على أن سوريا لا تعاني نقصاً في الإدارة، معلناً تأييده تكوين حكومة شرعية للبلاد.
ولا تزال عشرات الآلاف من السوريين يتدفقون على الطريقين الرئيسيين المؤديين إلى شمال البلاد (الإثنين)، وسط مشاعر متباينة بين الفرح بالعودة إلى ديارهم والحزن من دمار منازلهم.
ونزح حوالي 650 ألف سوري من شمال البلاد خلال النزاع؛ الذي اندلع بعد هجمات نظام الأسد في السابع من سبتمبر 2023 على مناطق المعارضة.