القهوة.. طقسٌ ثقافي ولذةٌ تتحدث الروح. شراب عالمي يُحتفى به في أيار، لكنه يتجاوز حدود الانتعاش البدني ليرتبط بالمزاج والتأمل والتوازن الداخلي.
من الأساطير العربية القديمة وصولاً إلى شرق آسيا وأوروبا، تروي القهوة حكاية السكينة والتواصل الخفي. في بيت شرقي، لا تُقدم القهوة لكي تُفتح انف الشخص بل لتُلامس إحساسه، تشاركه في صمته وتخبئ كلمات لا تُقال.
في نصوص الفلاسفة والشعر، تتجسد قهوة كلقمة حكمة تطرق أبواب القلب، كما قال الإسباني دي أندرادي: "القهوة تُشارك العاشق وتعين على التأمل".
بحسب الدراسات، فإن القهوة تُعزز المزاج وتساهم في تقليل التوتر، لا لأنها تحتوي على الكافيين بل لأنها تمنح لحظة هدوء وتأمل في عالم الضغوطات.
يُقدَّر أن يتم استهلاك أكثر من 2 مليار كوب قهوة يومياً حول العالم، مما يظهر أن القهوة تحتل مكانة ثانية بعد الماء. ورغم التنوع الثقافي، فإن القهوة تجمعنا جميعًا حول جدول واحد من الذوق والسكينة.
فإذا حان يوم القهوة العالمي، فلنحتفل بالعلاقة الفريدة بين الإنسان والقهوة، كشريك يومي يغمرنا بالتأمل والإشراق. فالقهوة ليست فقط شراباً بل لحظة من السكينة الداخلية والتأثير الهادئ يعاودنا مع كل رشفة.