قدّم السيّد ستيف بانون، المستشار السياسي المعروف الذي عمل مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، افصاحات جديدة حول فرق واقع بين ترمب وإيلون ماسك، الرجل الثري والمالك لشركات تسلا وسبيس إكس.
كشف بانون أن محاولات ماسك الوصول إلى معلومات سرية تتعلق بالخطط العسكرية الأمريكية، بالأخص فيما يتعلق بتوتيرات محتملة مع الصين، كانت السبب الأساسي وراء تفكك العلاقة.
وأكد بانون أن ترمب قد أنهى الارتباط الوثيق مع ماسك عندما رفض منح ماسك فرصة للتطلع على خطط البنتاغون العسكرية.
وفي حوار له مع مجلة "ذي أتلانتيك"، صرّح بانون قائلاً: "شهدنا تغيّرًا جذريًا، كأنّ الظروف قد تغيّرت بشكل فجائي"، وفي آذار/مارس الماضي، نفى ترمب بحدّة الأخبار الزائفة حول تقديم ماسك إمكانية الدخول لخطط عسكرية سرية، مؤكدًا أن موروثيك، كرجل أعمال يحمل في طيّاته مصالح تجارية ترتبط بالصين، قد يكون تحت طائلة تعارض المصالح.
في مؤتمر صحفي جمعه مع وزير الدفاع بيت هيغسيث، دافع ترمب عن قراره بعدم مشاركة ماسك في الخطط العسكرية، مشيرًا إلى أن مهام ماسك في البنتاغون تُستخدم للتحقّق من الهدر والفساد وسوء الإدارة، وليس لمعرفة الخطط الحربية.
وأضاف ترمب أنّه يُفضل تقليص عدد الأشخاص الذين يتعرفون على خطط الحرب المحتملة مع الصين، قائلًا: "أتعامل مع هؤلاء الأفراد بشكل متواصل، وأنا لستُ مؤمّنًا على مُشاركة أي شخص في خطط حرب محتملة".
من ناحية أخرى، وصف هيغسيث القصة بأنها تحاول التقليل من العلاقة بين ترمب وماسك، مؤكدًا أنّ ماسك رجل وطني يُقدم تضحيات كبيرة من أجل خدمة البلاد.
ومع ذلك، أثيرت تساؤلات حول تعارض المصالح بعد رفض منح ماسك فرصة للوصول إلى الخطط العسكرية، وذلك نظرًا لوجود نشاطات تجارية لماسك في الصين وعلاقاته التجارية مع البنتاغون.
يبدو أنّ بانون، الذي يُعرَف بوجهات نظره الشعبوية الشديدة، لا زال ينتقد ماسك بشكل عنيف، ويصفه بأنّه "خطر النخبة" و"شخص شرير حقا".
تشير المصادر إلى أنّ ترمب حاول تهدئة التوتر بين الطرفين، وطلب من بانون الإقلال من هجماته واقترح لقاء مباشر بين كلاهما، لكن لم يتم تنفيذ هذا اللقاء حتى الآن.
تعكس الصراعات بين ماسك وبانون تقسيمًا أعمق داخل حركة MAGA، حيث يرى بانون أنّ ماسك يشكل تهديدًا لمستقبل الحركة نظرًا لعلاقاته التجارية واتجاهاته.
ردّ ماسك على هجمات بانون من خلال نشر تعليق نادر على منصة إكس، قائلًا: "بانون لديه كلام جيد، لكنه لا ينفذ جيدًا، فماذا قدّم هذا الإسبوع؟ لا شيء".
ورغم وجود التوتر، يحرص ترمب على الحفاظ على علاقته مع الرجلين، إلا أنّ الخلاف بينهما يبدو أنّه لا يمكن تجاوزه، وفقًا لبيان بانون في حديثه لصحيفة "نيويورك تايمز".
وتدلّ التحليلات على تراجع اهتمام ترمب بماسك مؤخرًا، حيث لم يشير إليه في منشوراته على منصة "تروث سوشال" خلال نيسان/أبريل وأيار/مايو، مما يعكس تراجعًا واضحًا مقارنةً ببداية فترة ولايته الثانية.