بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، بدأ السوريون في البحث عن حوالي 3700 طفل فُقدوا خلال الحرب الأهلية التي اجتاحت البلاد. ووفقًا للمعلومات الجديدة التي كشفت عنها وثائق سرية ومحادثات مع معتقلين سابقين، تم فصل ما لا يقل عن 300 طفل عن عائلاتهم بشكل قسري وتم وضعهم في دور للأيتام بعد اعتقالهم.
ووفقًا لتقرير من الشبكة السورية لحقوق الإنسان، يبلغ عدد المفقودين في سوريا منذ بداية الثورة عام 2011 أكثر من 112 ألف شخص، وهو رقم يُعتبر مرتفعًا بالنسبة لعدد سكان البلاد. وبالرغم من ذلك، تعتبر هذه الممارسات التي تحدث بشكل متكرر رسمية، وقد وجدت وثائق من أجهزة المخابرات السورية تصدر تعليمات بنقل الأطفال المعتقلين إلى دور الأيتام.
تأتي هذه الكشفيات في إطار جهود الحكومة السورية الجديدة للتعامل مع ملف المفقودين، حيث تم تشكيل هيئتين للعدالة الانتقالية والمفقودين. تهدف هذه الهيئات إلى البحث والكشف عن مصير المفقودين والمختفين قسرًا، وتوثيق حالاتهم وتقديم الدعم القانوني والإنساني لعائلاتهم.
يشدد العديد من المنظمات الحقوقية على أهمية تحقيق العدالة الانتقالية ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت خلال فترة حكم الأسد. على الرغم من التحديات التي تواجهها السلطات الجديدة في سوريا، يعتبر البحث عن المفقودين والعمل على تحقيق العدالة الانتقالية أحد أولويات البلاد في هذه المرحلة الحساسة.