هناك أرواح لا يُكتب عنها بمداد الأقلام، بل يُنثر عنها بحبر المشاعر التي لا تمحى من الذاكرة.
في عالم الإعلام والصحافة، كانت وجهة النظر لرجل استطاع أن يمحو الحدود بين المهنة والإنسانية. محمد الشريف، شخصية مميزة لم يكن مجرد كاتب، بل كان روحاً تنبض بالدفء، وعقلًا يتنفس الحياة في كل تفاصيلها.
عندما كان يتولى تحرير صفحات "العدالة"، لم يكن مجرد رئيس تحرير، بل كان شريكاً يعيش تفاصيل الجريدة ويؤمن بأن دوره يتجاوز الكتابة ليمتد إلى بناء علاقات إنسانية متينة. كان دائماً يروي حكايات هذا العالم بروح الصداقة والتواصل الإيجابي، ينثر الابتسامة في كل مكان يمرّ منه، معتقدًا بأن قوة التعاون هي مفتاح النجاح.
وعندما ارتقى بمسؤولياته وأصبح رئيسًا لتحرير "الجمهورية"، لم ينس طيبته ولطافته التي جعلته قريباً من كل من حوله. تمكن ببراعة من قيادة الفريق بأنانية ولطف، يدير الأمور بحكمة ويضفي جوًا من الود والتعاون.
وعندما ودعنا محمد الشريف في يوم من الأيام، غابت البسمة التي كان يرسمها على وجوهنا، وظل الحنين يتراءى في كل زاوية شارك فيها. رحيله لم يكن مجرد غياب، بل ثقب في قلوبنا لن يملاه أحد غيره.
ومع ذلك، تبقى ذكرياته وتأثيره الإيجابي شاهدًا على روعته وجماله كإنسان. فبعض الأرواح تترك بصمة تظل عالقة في القلوب، ومحمد الشريف كان ولا زال أحد تلك الأرواح التي تعيش في ذاكرتنا إلى الأبد.