دواء مباحث جديد يظهر فعالية وأمان في مكافحة مرض ألزهايمر
أفادت دراسة حديثة نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية لعلم الأعصاب بأن دواء جديد يُدعى "ليكانيماب Lecanemab"، المستخدم لمعالجة مرض ألزهايمر، يُظهر مستوى عالٍ من السلامة عند استخدامه خارج نطاق التجارب السريرية، خاصة في المراحل المبكرة جدًا من المرض. يُعَدّ هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو توفير علاج فعال وآمن للمصابين بمرض ألزهايمر حول العالم.
قامت الدراسة بتقييم سلامة وفعالية دواء "ليكانيماب Lecanemab"، وهو جسم مضاد أحادي النسيلة يستهدف بروتين الأميلويد بيتا (Aβ) الذي يتجمع في أدمغة مرضى ألزهايمر، مما يسهم في تطور المرض.
شملت الدراسة مجموعة من المرضى في مراحل مبكرة من ألزهايمر، بما في ذلك الإعاقة الإدراكية الخفيفة (MCI) والخرف الخفيف الناجم عن المرض، وأظهرت النتائج تقليلًا ملحوظًا في تراكم الأميلويد في الدماغ، مع معدلات منخفضة من الآثار الجانبية الخطيرة بالمقارنة مع العلاجات الوهمية.
أشارت الدراسة إلى أن أكثر الآثار الجانبية شيوعا كانت تفاعلات خفيفة مرتبطة بالتسريب الوريدي وتشوهات تصويرية مرتبطة بالأميلويد (ARIA)، مثل الوذمة أو النزيف الدماغي الطفيف، والتي كانت في معظمها بدون أعراض وتمت إدارتها بنجاح.
أكد الباحثون أن المرضى الذين يحملون جين APOE ε4، والذين يُعتبرون أكثر عرضة لـARIA، استفادوا من الدواء دون زيادة كبيرة في المخاطر عند مراقبتهم بعناية.
تُعد هذه الدراسة الأولى التي تُظهر سلامة دواء "ليكانيماب Lecanemab" في بيئات العلاج الواقعية خارج التجارب السريرية المُحكمة، مما يزيد من الثقة في استخدامه على نطاق واسع.
أوضح الباحثون أن الدواء يُظهر فعالية خاصة عند استخدامه في المراحل المبكرة جدًا من ألزهايمر، إذ يمكن أن يبطئ التدهور الإدراكي والوظيفي بنسبة تصل إلى 27% مقارنة بالعلاج الوهمي، وفقاً لتجارب سابقة مثل دراسة Clarity AD.
دعا الباحثون إلى إجراء دراسات طويلة الأمد لتقييم استدامة فوائد الدواء وتأثيراته على مراحل لاحقة من المرض، مع التأكيد على أهمية توفير بنية تحتية طبية تدعم التوزيع الواسع للدواء، بما في ذلك مراكز التسريب الوريدي وإمكانيات التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لمراقبة ARIA.
وقد أظهرت التجارب السريرية السابقة، مثل دراسة Clarity AD، أن الدواء يقلل من تراكم الأميلويد ويبطئ التدهور الإدراكي، مما يمنح المرضى وقتًا أطول للحفاظ على استقلاليتهم.
تُعزز هذه النتائج الآمال في تطوير علاجات فعالة لألزهايمر، الذي يُصيب أكثر من 50 مليون شخص حول العالم، ويُعد السبب الرئيسي للخرف.
وبحسب الدراسة، لم تُسجل أية وفيات بين المرضى الذين تلقوا العلاج في المركز، وكانت أغلب الحالات التي ظهرت فيها أعراض جانبية قد تعافت في غضون أشهر.
في ختام الدراسة، أكدت المؤلفة المشاركة سوزان شيندلر على استجابة معظم المرضى بشكل إيجابي للدواء، ما يشكل مصدر ثقة وتفاؤل، ويعزز الحوار بين الأطباء والمرضى حول فوائد ومخاطر العلاج، وخاصةً في المراحل المبكرة من مرض ألزهايمر.